الإدمان أسبابه خصائصه و علاجه
ﻣﻨﺬ العصور القديمة كان الإنسان يبحث عن راحته النفسية عن طريق شربه مشروبات و عقاقير، ﺗﻮﺻﻠﻪ إﱃ اﻹﺳﱰﺧﺎء واﻟﺴﻌﺎدة. وﰲ أﻳﺎﻣﻨﺎ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﺗﻄﻮر الوضع إﱃ اﺿﻄﺮار اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺬي يعاني ﻣﻦ اﺿﻄﺮاﺑﺎت ﻧﻔﺴﻴﺔ إﱃ ﺗﻨﺎول اﻟﻜﺤﻮل أو اﳌﺨﺪرات ﻛﻌﻼج ﺗﻌﻮﻳﴤ ﻋﻦ اﺿﻄﺮاﺑﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﺼﺒﺢ ﻫﺬه اﳌﻮاد ﻋﻨﴫاً ﺗﻜﻤﻴﻠﻴﺎً ﻟﺸﺨﺼﻴﺘﻪ وﺗﺮﺑﻄﻪ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة وﺑﺎﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ، ﰲ ﻫﺬه اﻷﺣﻮال ﻳﻌﺘﱪ اﻟﺸﺨﺺ ﻣﺪﻣﻨﺎ وﻫﻮ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﻠﻌﻼج ﻷﻧﻪ ﻳﺨﻠﻖ ﻟﻨﻔﺴﻪ اﳌﺘﺎﻋﺐ وﻳﺠﻠﺐ اﻟﺸﻘﺎء ﻟﻜﻞ المحيطين به.
وحسب الطب العقلي فإن المدمن هو ذلك الفرد الذي يحتاج للكحول و المخدرات لمواجهة الحياة العادية، رغم أن الإدمان يزيد من متاعبه الإجتماعية و الأسرية وﺣﺘﻰ اﳌﻬﻨﻴﺔ، و ﻳﺆدي به إﱃ إﺿﻄﺮاﺑﺎت ﻧﻔﺴﻴﺔ وﻋﺼﺒﻴﺔ خطيرة ﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﳌﺮاﻫﻘﺔ، ﻛﻮن ﻫﺬه اﳌﺮﺣﻠﺔ ﺗﺤﻤﻞ الكثير ﻣﻦ اﻟﻐﻤﻮض اﻟﺬي ﻳﻌﻴﺸﻪ اﳌﺮاﻫﻖ مما ﻳﻮﻟّﺪ قلقا عند أهله. وتبدو ﺳﻠﻮﻛﻴﺎت اﳌﺮاﻫﻘﺔ ﺑﺸﻜﻞ غير ﻣﻘﺒﻮل إجتماعيا وذﻟﻚ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ اﻷﻫﻞ، ﻛﺎﻟﺘﻤﺮد و عدم اﺣﱰام اﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ واﻟﻌﺎدات ﻣﻊ رﻓﺾ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ يمت ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﺑﺼﻠﺔ، وﻗﺪ ﻳﺼﻞ اﳌﺮاﻫﻖ ﰲ ﻫﺬه اﳌﺮﺣﻠﺔ إﱃ ﺣﺎﻓﺔ اﻹﻧﺤﺮاف وﻗﺪ ﻳﻨﺠﺮف ﻓﻴﻪ.
وﺗﻌﺘﱪ التغيرات السلوكية هذه من خصائص مرحلة المراهقة، فالمراهق يشعر أنه قادر ﻋﲆ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ اﳌﺴﺘﻘﻠّﺔ ﻋﻦ أﻫﻠﻪ وﻫﻮ اﳌﺴﺆول اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻋﻦ ﻗﺮاراﺗﻪ وﺳﻠﻮﻛﻴﺎﺗﻪ، وﺗﻠﻌﺐ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ دوراً مهما ﰲ ﺣﻴﺎة اﳌﺮاﻫﻖ ﻓﻬﻲ ﻗﺪ ﺗﺤﻤﻴﻪ ﻣﻦ ﺗﻌﺎﻃﻲ اﻟﻜﺤﻮل أو اﳌﺨﺪرات كما أﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻫﻲ اﳌﺴﺒﺐ ﰲ دﻓﻌﻪ إﱃ اﻹدﻣﺎن.
الأسباب التي تدفع الإنسان للإدمان
يعرف الإدمان على أنه اﻟﺘﻌﻠّﻖ اﻟﺪاﺋﻢ ﺑﺎﳌﻮاد اﳌﺴﺒﺒﺔ ﻟﻪ ﺑﺪءاً ﻣﻦ التدخين ﻣﺮوراً ﺑﺎﻟﻜﺤﻮل وﺻﻮﻻً إﱃ اﳌﻮاد المخدرة هذا التعلق يكون شديدا في كثير من الأحيان بحيث لا يستطيع المدمن التخلص منه إلا بعلاج مكثف.
وﻗﺪ ﻳﺼﻞ ﻫﺬا اﻟﺘﻌﻠّﻖ أيضا ﺑﻬﺬه اﳌﻮاد إﱃ ﻋﺪم ﻗﺪرة اﻟﻔﺮد ﻋﲆ اﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮار ﻟﺘﻮﻗﻴﻔﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺻﺎرت ﺗﺆﺛﺮ ﺳﻠﺒﺎً ﻋﲆ ﺣﻴﺎﺗﻪ وﻣﻦ اﳌﻤﻜﻦ أن ﺗﺪﻣﺮه. سنذكر أﺳﺒﺎب ﻋﺪﻳﺪة بإمكانها الدفع ﺑﺎﻟﻔﺮد إﱃ ﺣﺎﻟﺔ اﻹدﻣﺎن ﻣﻨﻬﺎ:
1- اضطراب على مستوى الشخصية
ﻳﻌﺘﱪ الخبراء ﻫﺬا اﻟﺴﺒﺐ أﻫﻢ أﺳﺒﺎب اﻹدﻣﺎن لأن اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺗﻜﻮن ﻋﺎﺟﺰة ﻋﻦ التكيف مع الأزمات وﻫﻲ ﺑﺤﺎﺟﺔ دائمة ﻟﻠﺸﻌﻮر ﺑﺎﻷﻣﻦ واﻹﻃﻤﺌﻨﺎن واﻹﺳﺘﻘﺮار ﻓﻬﻲ تعاني ﻣﻦ ﻗﻠﺔ اﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ. فيعتبر اﻹدﻣﺎن كميكانيزم دفاعي ﻳﻌﺘﻤﺪﻫﺎ الشخص اﻟﻌﺎﺟﺰ ﺗﺠﺎه اﳌﺠﺘﻤﻊ، حيث ﻳﺘﻮﻗﻊ هذا الشخص ﻣﻦ اﻟﻜﺤﻮل أو اﳌﻮاد اﳌﺨﺪرة أن ﺗﻘﺪم ﻟﻪ ﺣﻠﻮﻻً ﳌﺸﺎﻛﻠﻪ و هو اعتقاد خاطئ و غير مدرك لمخاطره اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﻳﺼﻞ إﻟﻴﻬﺎ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ اﻹدﻣﺎن ﻓﻬﻮ ﺳﻴﺘﺤﻮل إﱃ ﺷﺨﺺ آخر ﻣﻨﺪﻓﻊ غير ﻗﺎدر ﻋﲆ اﻟﻀﻮاﺑﻂ اﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ ﻣﻊ ﺷﻌﻮر ﺑﺎﻟﻌﺠﺰ ﻋﻦ اﻟﻘﻴﺎم بمسؤولياته.
2- السبب الأسري
كما هو معلوم أن للأسرة دور فعال في تكوين شخصية المراهق، فالمشاكل اﻷﴎﻳﺔ و اﻟﺰوﺟﻴﺔ ﻟﻬﺎ ﺗﺄثير ﺳﻠﺒﻲ ﻋﲆ ﺣﻴﺎة اﳌﺮاﻫﻖ، ومن المؤكد أن اﻓﺘﻘﺎد اﻟﺤﺐ واﻟﺤﻨﺎن والغيرة وﻋﺪم اﻹﻧﺴﺠﺎم اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ﰲ اﻹﻃﺎر اﻷﴎي ﻣﻦ أﻫﻢ اﻟﺪواﻓﻊ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺻﻞ اﳌﺮاﻫﻖ إﱃ ﺣﺎﻟﺔ اﻹدﻣﺎن، لكن إن ﻛﺎن أحد الأبوين أو كلاهما مدمن على إحدى العقاقير أو شرب الخمر فإن هذا الأمر سيسهل للمراهق تعلم هذه المواد خاصة إذا كان هناك تراخي في مراقبة المراهق، مما ﻳﺪﻓﻌﻪ إﱃ ﺗﻌﺎﻃﻲ اﻟﻜﺤﻮل أو اﳌﻮاد اﳌﺨﺪرة وﻳﻮﺻﻠﻪ إﱃ اﻹدﻣﺎن وﰲ و عكس ذلك ﻓﺈن اﻟﺸﺪّة ﰲ اﻟﱰﺑﻴﺔ ﻣﻊ اﻟﻌﻨﻒ ﰲ اﻟﻌﻘﺎب اﻟﺼﺎرم واﻹﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺎني ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻮاﻟﺪان ﺗﺠﺎه أوﻻدهم ﻣﻦ أﻫﻢ اﻟﺪواﻓﻊ ﻟﻠﻮﺻﻮل إﱃ ﺣﺎﻟﺔ اﻹدﻣﺎن ﻋﻨﺪ اﳌﺮاﻫﻖ.
3- اﻟﻌﻮاﻣﻞ الاجتماعية واﻟﺒﻴﺌﻴﺔ
ﺗﺨﺘﻠﻒ نظرة اﻟﺸﻌﻮب ﰲ اﻟﺤﻜﻢ ﻋﲆ ﺗﻌﺎﻃﻲ اﻟﺨﻤﻮر واﳌﺨﺪرات، ﻓﻬﻨﺎك شعوب مشجعة لذلك كما أنه ﻫﻨﺎك شعوب تمنع ﻣﻨﻌﺎً ﺑﺎﺗﺎً ﻫﺬا اﻟﺘﻌﺎﻃﻲ، كما ﻻ يجب أن ﻧﻨﴗ دور اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت ﻛﺎﻟﻔﻘﺮ واﻟﺤﺮﻣﺎن ﰲ وأﺛﺮ ﻫﺬه اﻟﻌﻮاﻣﻞفي دفع الفرد إلى الإدمان. بالإضافة إلى حالات اﻹﻓﻼس واﳌﻔﺎﺟﺂت اﳌﺎﻟﻴﺔ اﻟﻀﺨﻤﺔ غير اﳌﺘﻮﻗﻌﺔ ﺗﺪﻓﻊ ﺑﺎﻟﻔﺮد إﱃ اﻹدﻣﺎن ﻟﻠﻬﺮوب ﻣﻦ اﻟﻮاﻗﻊ اﻷﻟﻴﻢ، لكن في ﺣﺎﻟﺔ اﳌﺮاﻫﻖ ﻓﺈن اﻧﺨﺮاﻃﻪ ﰲ مجموعة من المتعاطين أو ﺣﺘﻰ ﺗﻮاﺟﺪه في أماكن يكثر ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻣﻦ أﻫﻢ اﻷﺳﺒﺎب اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻓﻊ ﺑﻪ إﱃ اﻹدﻣﺎن.
4- العوامل النفسية
إن اﻟﺘﻮﺗﺮ واﻟﻘﻠﻖ يدفعان بالفرد إلى تعاطي الأدوية المهدئة قصد التخفيف من المشاكل التي يمر بها لذلك ﻧﺠﺪ ﺣﺎﻻت اﻹدﻣﺎن بين اﻷﻓﺮاد اﻟﻮﺣﻴﺪﻳﻦ واﳌﻨﺒﻮذﻳﻦ واﻟﻐﺮﺑﺎء وﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﺣﺐ اﻹﺳﺘﻄﻼع واﻟﻔﻀﻮل واﻟﺘﺤﺪّي واﻟﺮﻓﺾ ﻣﻦ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ اﻟﺒﺎرزة اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻓﻊ إﱃ اﻹدﻣﺎن.
ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻹدﻣﺎن
ﻳﻌﺘﱪ اﻹدﻣﺎن ﻧﻮﻋﺎً ﻣﻦ الاعتماد اﻟﻨﻔﴘ واﻟﻌﻀﻮي ﻋﲆ اﻟﻜﺤﻮل أو اﳌﺨﺪرات وﻫﻮ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺗﺘﻤﻴﺰ. ﺑﺎﻹﻋﺮاض واﻟﺨﺼﺎﺋﺺ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
- ﻋﺪم قدرة اﻟﻔﺮد اﻟﺘﺨﲇ ﻋﻦ ﺗﻨﺎول ﻫﺬه اﳌﻮاد .
- ازدياد ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ تحمل ﻫﺬه اﳌﻮاد ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﻜﺮار اﻟﺠﺮﻋﺎت خاصة ﻣﻊ ﻣﻴﻞ إﱃ زﻳﺎدﺗﻬﺎ.
- ﻣﻀﺎﻋﻔﺎت ﻧﻔﺴﻴﺔ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺗﻨﺎوﻟﻬﺎ ﻓﻴﺼﺎب اﻟﻔﺮد ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ اﳌﺘﺰاﻳﺪ وﺑﺎﻟﻜﺂﺑﺔ واﻟﺘﻮﺗﺮ وﻗﻠﺔ اﻟﱰﻛﻴﺰ.
- ﻣﻀﺎﻋﻔﺎت ﺟﺴﺪﻳﺔ ﻛﺎﻟﺼﺪاع واﻹرﺗﺠﺎف ﰲ اﻷﻃﺮاف واﻟﻮﺟﻪ ﻣﻊ اﻟﺘﻌﺮق و ربما الإغماء بالإضافة ﻓﻘﺪان ﻟﻠﺸﻬﻴﺔ، وﻗﺪ ﻳﺼﻞ إﱃ إﻟﺘﻬﺎب ﰲ اﻟﺠﻬﺎز اﻟﻬﻀﻤﻲ، وﻗﺮﺣﺔ ﰲ اﳌﻌﺪة و تليف الكبد.
- ﺗﺪﻫﻮر ﻣﺴﺘﻤﺮ لسمات اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ مما ﻳﺴﺒﺐ إﻧﺤﺪاراً ﰲ اﻟﺬﻫﻦ واﻟﺴﻠﻮك وﻳﺪﻣﺮ اﻟﺤﻴﺎة اﻷﴎﻳﺔ واﳌﻬﻨﻴﺔ واﻹجتماعية.
- ﺗﻈﻬﺮ ﻋﻨﺪ اﻟﻔﺮد أوهام تمنعه ﻣﻦ اﻟﻨﻮم ﻟﻴﻼً ﺣﻴﺚ ﻳﺮى وﺟﻮﻫﺎً ﻣﺨﻴﻔﺔ وﺗﻨﺘﺎﺑﻪ اضطرابات حسية.
ﻋﻼج اﻹدﻣﺎن
ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ ﺟﺪاً إﻗﻨﺎع اﳌﺪﻣﻦ ﺑﺎﻟﻌﻼج واﻹﻗﻼع ﻋﻦ ﻫﺬه اﻟﻌﺎدات، وﻣﻦ اﳌﺤﺘﻤﻞ ﺟﺪاً أﻻ ﻳﻜﻤﻞ اﻟﻌﻼج ﰲ ﺣﺎل ﺑﺪأ ﺑﻪ.
ﻋﻮاﻣﻞ أساسية لنجاح العلاج
- ﺷﺨﺼﻴﺔ اﳌﺪﻣﻦ ودرﺟﺔ تماسكها.
- رﻏﺒﺔ اﳌﺪﻣﻦ اﻟﺼﺎدﻗﺔ ﰲ اﻟﻌﻼج.
- اﻟﻮﻋﺪ ﺑﻘﻄﻊ اﻟﺘﻌﺎﻃﻲ دون التفكير أو اﻟﱰدد ودون اتباع فكرة التخلي التدريجي لأنها غير مفيدة في العلاج.
وﺗﻌﺘﱪ اﻟﺮﻏﺒﺔ اﻟﺼﺎدﻗﺔ ﰲ اﻟﺸﻔﺎء ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺤﺮر من التعلق من المواد المسببة للإدمان هذه اﻟﺮﻏﺒﺔ يجب أن تترافق ﺑﺎﻹدراك واﻟﻮﻋﻲ ﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﻌﻼج واﻷﻣﻞ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة وﺑﺎﳌﺴﺘﻘﺒﻞ.
خطوات علاج الإدمان
- إدﺧﺎل اﳌﺮﻳﺾ إﱃ اﳌﺴﺘﺸﻔﻰ مهما ﻛﺎﻧﺖ درﺟﺔ ﻣﻌﺎرﺿﺘﻪ لأنه قد ﻳﺘﻬﺮب من دﺧﻮﻟﻪ اﳌﺴﺘﺸﻔﻰ ﻣﺪّﻋﻴﺎً أﻧﻪ ﺳﻴﺘﺎﺑﻊ اﻟﻌﻼج اﻟﻄﺒﻲ ﺑﺤﺬافيره ﰲ اﻟﺒﻴﺖ وﻟﻜﻦ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻋﺪم ﺗﺼﺪﻳﻖ ذﻟﻚ ﻷن اﳌﺪﻣﻦ يميل إﱃ اﻟﻜﺬب ﻟﻠﺘﻤﻠّﺺ ﻣﻦ اﻷﻣﺮ.
- ﻋﻼج مرحلة الانسحاب و مضاعفاتها
عند دخول المدمن إلى المستشفى تمنع عنه اﳌﻮاد اﳌﺨﺪرة أو اﻟﻜﺤﻮل مما ﻳﺆدي إﱃ ﺣﺪوث أﻋﺮاض إﻧﺴﺤﺎﺑﻴﺔ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﰲ ﺷﺪﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺮﻳﺾ ﻵﺧﺮ وﺗﺴﺘﻤﺮ ﻫﺬه اﳌﺮﺣﻠﺔ ﻋﺪة أﻳﺎم ﻗﺪ ﺗﺼﻞ إﱃ أسبوعين ﺣﺘﻰ ﻳﺼﺒﺢ اﳌﺪﻣﻦ في يقظة تامة ﺑﻌﺪ أن جف جسمه من اﳌﻮاد اﻟﻜﺤﻮﻟﻴﺔ أو اﳌﺨﺪرة و تعتبر ﻫﺬه اﳌﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ أدق ﻣﺮاﺣﻞ اﻟﻌﻼج وأﺧﻄﺮﻫﺎ ﻋﲆ ﺣﻴﺎة اﳌﺪﻣﻦ، ويعطى المريض في ﻫﺬه اﻟﻔﱰة وﺣﺪات صغيرة ﻣﻦ اﻷﻧﺴﻮلين لتحسين ﺷﻬﻴﺘﻪ واﻟﺘﻐﻠّﺐ ﻋﲆ ﻫﺰاﻟﻪ، وﻳﺰود باﻷﻣﻼح واﻟﺴﻮاﺋﻞ اﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﺘﻨﺸﻴﻂ ﻋﻀﻠﺔ اﻟﻘﻠﺐ والكليتين.
- اﻟﻌﻼج التنفيري
وهو إعطاء المدمن عقارا يسبب له القيء لكن يجب عدم السماح له ﺑﺘﻨﺎول اﻟﻄﻌﺎم أو اﳌﺎء وﻳﺴﻤﺢ ﻟﻪ ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ ﺑﴩب اﻟﺨﻤﺮ ﻣﺜﻼً ﺛﻢ ﺗﺘﻜﺮر ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺣﻘﻨﻪ ﺑﺎﻟﻌﻘﺎر اﳌﻘﻴﻰء وﺗﺴﺘﻤﺮ ﻫﺬه اﻟﺠﺮﻋﺎت ﳌﺪة ﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎم ﺣﺘﻰ ﻳﻨﻔﺮ اﳌﺮﻳﺾ ﻣﻦ ﺗﻨﺎول اﻟﺨﻤﺮ ﻷﻧﻪ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﻐﺜﻴﺎن واﻟﻘﻲء واﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻷلم، في هذا العلاج يوصي المعالجون حتمية ﻣﺮاﻗﺒﺔ اﳌﺮﻳﺾ ﺑﺼﻮرة دائمة ﻣﻊ ﻗﻴﺎس ﺿﻐﻄﻪ كي ﻻ ﺗﺆﺛﺮ ﻫﺬه اﻟﻨﻮﺑﺎت ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻠﻄﺔ ﻗﻠﺒﻴﺔ، وﻳﺘﻮﻗﻒ ﻧﺠﺎح ﻫﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ ﻋﲆ ﻣﺪى ﺗﻌﺎون المريض.
-اﻟﻌﻼج النفسي الفردي
و هو المرافقة و التعامل مع المدمن كمريض نفسي تعرض لأزمات نفسية ووﺟﺪ ﰲ اﻹدﻣﺎن وﺳﻴﻠﺔ ﻟﻠﺘﻬﺪﺋﺔ والتعبيرﻋﻦ إﺿﻄﺮاﺑﻪ.
- اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﴘ الجماعي وﻫﻮ اﻟﻌﻼج
اﻷكثر ﻧﻔﻌﺎً ﰲ ﺷﻔﺎء اﳌﺪمنين ﻓﻬﻮ ﻳﻀﻊ اﳌﺮﻳﺾ ﺿﻤﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻋﻼﺟﻴﺔ ﺗﺤﻠﻴﻠﻴﺔ ﺗﺪﻓﻌﻪ إﱃ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ وﺗﺴﺎﻋﺪه ﻋﲆ إدراك مشاكل الآخرين و التعرف ﻋﲆ ﻣﻮاﻃﻦ اﻟﻀﻌﻒ ﰲ ﻣﻮاﻗﻔﻪ اﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻹﺧﺘﻼط ﻣﻊ أمثاله.
- اﻟﺘﺄﻫﻴﻞ اﻹجتماعي واﳌﻬﻨﻲ
وﻫﻮ اﻟﻌﻼج اﻷﺧﻄﺮ والمكمل لعلاج الإدمان، فعندما يتعافى اﳌﺪﻣﻦ وﻳﺨﺮج ﻣﻦ اﳌﺴﺘﺸﻔﻰ أو اﳌﺮﻛﺰ ﻟﻴﻌﻮد إﱃ ﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ وإﱃ ﻋﻤﻠﻪ ﻓﺈﻧﻪ سيتعرض إﱃ إﻏﺮاء اﻟﻜﺤﻮل أو اﳌﺨﺪرات ﺣﻴﺚ ﻳﻜﻮن اﳌﺪﻣﻦ ﰲ ﻓﱰة اﻟﻨﻘﺎﻫﺔ ﺻﺎﺣﺐ إرادة ﺿﻌﻴﻔﺔ وﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ ﺟﺪاً ﻋﻮدﺗﻪ إﱃ اﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻟﺬﻟﻚ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺷﺤﻦ اﳌﺪﻣﻦ ﺑﺎﻟﺜﻘﺔ واﻹرادة، ودﻓﻌﻪ إﱃ اﻹﺳﺘﻤﺮار ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻹﻏﺮاءات اﻟﺘﻲ ﻣﻦ اﳌﻤﻜﻦ أن ﻳﺘﻌﺮض لها وﻋﻠﻴﻨﺎ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ واﻟﻨﺸﺎﻃﺎت ﻃﻴﻠﺔ اﻟﻮﻗﺖ.
وﰲ ﺑﻌﺾ ﺣﺎﻻت الإدمان يستخدم في مرحلة العلاج أدوية و عقاقير خاصة بالإضافة إلى العلاجات اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺗﻜﻮن ﻣﺴﺎﻋﺪة ﻟﺪﻓﻊ اﳌﺮﻳﺾ ﻋﲆ تحمل نتائج العلاج الصعبة.
و ختاما، يتطلب ﻋﻼج اﻹدﻣﺎن اﻟﺘﺰاﻣﺎً ﺗﺎﻣﺎً ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﳌﺪﻣﻦ ﺑﻜﺎﻣﻞ اﻟﺨﻄﺔ اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺻﻌﻮﺑﺎﺗﻬﺎ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ دور العائلة اﻟﺪاﻋﻢ ﻟﻠﻤﺮﻳﺾ واﳌﺴﺎﻧﺪ ﻟﻪ أﺛﻨﺎء ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻌﻼج.