أﻧﻮاع اﻹدﻣﺎن و تأثيراتها على الصحة النفسية و الجسدية
الإدمان هو التعلق الدائم بمواد معينة تكون مسببة للإدمان، كالإدمان على التدخين و الكحول و المخدرات بمختلف أنواعها في بعض الحالات لا يستطيع المدمن التخلص منها إلا هن طريق العلاج المكثف.
سنحاول في هذا المقال التكلم عن أنواع الإدمان لمعرفة أضرارها و تأثيراتها السلبية على الصحة النفسية و الجسدية.
1- الإدمان على النيكونتين( التدخين )
إن أوﱃ أﻧﻮاع اﻹدﻣﺎن ﰲ ﺣﻴﺎة اﳌﺮاﻫﻖ ﻫﻮ اﻹدﻣﺎن ﻋﲆ النيكوتين أي اﻟﺘﺪخين وأن أﻏﻠﺒﻴﺔ اﳌﺮاهقين يدخنون اﻟﺴﺠﺎﺋﺮ وﻳﺘﻌﻠﻘﻮن بمادة اﻟﻨﻴﻜﻮتين ﳌﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﺄثير ﻣﻬﺪئ وﻣﻨﺸﻂ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ ذاﺗﻪ.
ﻓﺎﳌﺪﻣﻦ ﻋﲆ اﻟﺘﺪخين ﻳﻌﺘﱪ أن اﻟﻨﻴﻜﻮتين ﻳﺠﻌﻠﻪ أكثر ﻳﻘﻈﺔ وأﺷﺪ ﺗﺮﻛﻴﺰاً ﻋﲆ إﻧﺠﺎز اﻷعمال وﻫﻮ ﻳﺨﻔﻒ ﻣﻦ اﻟﻘﻠﻖ واﻟﺘﻮﺗﺮ ﰲ ﻓﱰة اﻷزﻣﺔ. وﻟﻜﻦ اﻟﺪراﺳﺎت أﺛﺒﺘﺖ أن اﻟﻨﻴﻜﻮتين ﻳﱰك أﺛﺮاً ﺳﻠﺒﻴﺎً ﻋﲆ اﻹﻧﺘﺒﺎه وﻋﲆ ﻋﻤﻞ اﻟﺬاﻛﺮة وﻗﺪ تبين أن المدخن هو أكثر الأشخاص عرضة للأمراض اﻟﻌﺼﺎﺑﻴﺔ.
2- الإدمان على الكحول(الخمر)
أﻣﺎ اﻹدﻣﺎن ﻋﲆ اﻟﻜﺤﻮل ﻓﻬﻮ ﻳﺒﺪأ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﻞ ﺣﻴﺚ ﻳﴩب اﻟﻔﺮد ﰲ اﻟﺴﻬﺮات ﻣﻊ اﻷﺻﺤﺎب أو ﻋﲆ أﺛﺮ ﺻﺪﻣﺔ ﻋﺎﻃﻔﻴﺔ أو أزﻣﺔ ﻣﺎﻟﻴﺔ أو أي إﺿﻄﺮاب ﻗﺪ يمر ﺑﻪ اﻟﺸﺨﺺ إﱃ أن ﻳﺪﺧﻞ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ التعود ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﺘﺄثير اﳌﻬﺪئ واﳌﻨﻮم اﻟﺬي ﻳﱰﻛﻪ اﻟﺨﻤﺮ ﻋﲆ ﺟﺴﻢ اﻹﻧﺴﺎن وﺗﺼﻞ ﺑﻪ اﳌﺮﺣﻠﺔ إﱃ الاعتماد اﻟﻜﺤﻮﱄ أي اﻹدﻣﺎن.
وﺗﺒﺪأ سلوكيات المدمن على النحو اﻟﺘﺎﱄ:
- ﴍب اﻟﻜﺤﻮل ﺑﺎﻧﻔﺮاد ﺣﺘﻰ ﺑﺪون اﻷﺻﺤﺎب.
-اﻟﻠﺠﻮء إﱃ ﴍب اﻟﺨﻤﺮ ﺑﻬﺪف اﻟﺘﻬﺪﺋﺔ واﻹﻃﻤﺌﻨﺎن.
- دائما ما يفشل في مقاومة الرغبة في شرب الخمر.
فيصبح الفرد مرتبطا بهذه المادة التي تراكم السموم في جسده حيث تضعف قدرته على التحكم ويضطرب إدراكه للأشياء و يتشتت انتباهه، بحيث سلوكاته مع الآخرين بسبب الحوادث التي يتسبب فيها ،ﻣﻊ تغيير ﰲ اﳌﺰاج ﺑﺸﻜﻞ ﴎﻳﻊ غير ﻣﻘﺒﻮل. أﻣﺎ اﻵﺛﺎر اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﺠﺴﺪ ﻓﺘﺒﺪأ ﰲ اﻟﺠﻬﺎز اﻟﻬﻀﻤﻲ وﺗﺴﺒﺐ ﻗﺮﺣﺔ ﰲ المعدة و التهاب البنكرياس و تليف اﻟﻜﺒﺪ، واﺿﻄﺮاب ﰲ اﻟﺠﻬﺎز اﻟﺘﻨﻔﴘ ﻣﻊ ﺗﴪﻳﻊ ﰲ ﴐﺑﺎت القلب...إلخ. ﻛﻞ ﻫﺬه اﻹﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻟﺠﺴﺪﻳﺔ، اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ واﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﻮﺻﻞ اﳌﺪﻣﻦ إﱃ اﻹﻧﺘﺤﺎر.
3- الإدمان على المخدرات
وﻧﺼﻞ إﱃ اﻟﻨﻮع اﻷﺧﻄﺮ ﰲ اﻹدﻣﺎن وﻫﻮ اﻹدﻣﺎن ﻋﲆ اﳌﺨﺪرات وﻫﻲ كثيرة : اﳌﻮرفين ، اﻟﻬﺮوين ، اﻟﻜﻮﻛﺎيين ...إلخ.
أ- المورفين
وهو مستخلص من الأفيون يستخدم في مجال الطب و في العمليات الجراحية كمسكن ﻟﻸوﺟﺎع وﻟﻪ فعالية كبيرة في جلب النعاس للمدمن لأنه يشعره بالهدوء و الإنشراح و الانتشاء، ومع تكراره لتعاطي المورفين ينتج عنه لذة كبيرة نتيجة الإحساس بالتخذير الجميل، لكن بمرور الوقت يصل به هذا الإدمان إلى الإضطرابات العقلية و الجسمية فتظهر على شكل نحول اﻟﺠﺴﻢ ﻟﺪرﺟﺔ اﻟﻬﺰال وﻓﻘﺪان اﻟﺸﻬﻴﺔ ﻣﻊ ﺗﺮﻫﻞ ﰲ اﻟﺠﻠﺪ وﺟﻔﺎﻓﻪ، ﺗﺴﺎرع ﴐﺑﺎت اﻟﻘﻠﺐ، إرﺗﻌﺎش ﰲ اﻷﻃﺮاف واﻷﺻﺎﺑﻊ ﻣﻊ ﻋﺪم اﻟﻨﻮم. وﺗﺘﺄﺛﺮ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻓﺘﻄﺎل اﻹرادة اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻌﻒ ﺷﻴﺌﺎً ﻓﺸﻴﺌﺎً، وﻳﻀﻄﺮب اﻹﻧﻔﻌﺎل وﺗﻨﺨﻔﺾ اﻟﻘﺪرة ﻋﲆ اﻟﻌﻤﻞ وﺗﻀﻌﻒ اﻟﻘﺪرات اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻛﺎﻹﻧﺘﺒﺎه واﻹدراك واﻟﺬاﻛﺮة.
ب- الكوكايين
وﻫﻮ ﻣﻦ ﻣﺸﺘﻘﺎت اﻷمفيتامين وﻫﻲ ﻣﻮاد تهيج الجهاز العصبي و ترفع نشاط اﻟﺪﻣﺎغ وﺗﺰﻳﺪ اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﺤﻴﻮﻳﺔ واﻟﻴﻘﻈﺔ اﻟﺬﻫﻨﻴﺔ وﻟﻜﻦ ﻛﻞ ﻫﺬا التأثير ﻳﺴﺘﻤﺮ ﺣﻮاﱃ نصف ساعة من اﻟﺰﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﺘﺤﻮل إﱃ ﻋﺪم إﺳﺘﻘﺮار إﻧﻔﻌﺎﱄ وﺣﺮﻛﺎت ﺟﺴﺪﻳﺔ ﻣﻠﻔﺘﺔ ﻣﻊ ثرثرة في الكلام و إنعدام الإحساس بالوزن، فقدان الشعور بالوقت حتى يصل إلى اﻟﻬﻠﻮﺳﺎت اﻟﺒﴫﻳﺔ وﻣﺸﺎﻋﺮ اﻟﺴﻮدواﻳﺔ ﻣﻊ ﺗﺮاخ وﺿﻌﻒ ﺟﺴﺪي ﻋﺎم. ﻓﻴﺘﻌﻜﺮ اﳌﺰاج وﺗﺰﻳﺪ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﻠﻖ وﺗﺘﻄﻮر إﱃ اﻹﻛﺘﺌﺎب، وﻳﺆﺛﺮ ﺗﻜﺮار اﻟﺠﺮﻋﺎت إﱃ زﻳﺎدة اﻟﻬﻼوس ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺴﻤﻢ اﻟﺠﻬﺎز اﻟﻌﺼﺒﻲ مما ﻳﺪﻓﻊ ﺑﺎﳌﺪﻣﻦ إﱃ اﻷﻓﻜﺎر اﻹﺿﻄﻬﺎدﻳﺔ وﻋﺪم اﻹدراك اﻟﺼﺤﻴﺢ مما ﻳﻮﺻﻠﻪ إﱃ ﻓﻘﺪان اﻟﻘﺪرة اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ و هي بدورهاإﱃ اﻹﻧﺘﺤﺎر.
وﻣﻦ اﻷﻋﺮاض الجسمية لتسمم الكوكايين هو ازدياد حركة الدم في الشرايين، واتساع ملحوظ في حدقة العين ﻣﻊ ﰲ اﻟﺤﻠﻖ وﺗﴪﻳﻊ ﻟﴬﺑﺎت اﻟﻘﻠﺐ.
ج- الهيروين
وﻫﻮ ﻣﺎدة ﻣﻬﺪﺋﺔ ﻟﻸمل وﻣﻨﺸﻄﺔ ﻟﻠﻤﺰاج ﻳﺘﻢ ﺗﻌﺎﻃﻴﻪ ﻋﲆ ﺷﻜﻞ ﺣﻘﻦ ورﻳﺪﻳﺔ أو ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺸﻢ، وهو مادة مهدئة للأمل و منشطة للمزاج و مثيرة ﻟﻠﺤﻴﻮﻳﺔ. وﻟﻌﻞ اﻹدﻣﺎن ﻋﲆ اﻟﻬﺮوين ﻫﻮ أﺻﻌﺐ أﻧﻮاع اﻹدﻣﺎن ﻟﺠﻬﺔ اﻟﻌﻼج. وﻳﺘﻌﺮض اﳌﺪﻣﻦ ﻋﲆ الهيروين ﻷﺷﻜﺎل كثيرة ﻣﻦ اﻟﻌﺪوى اﻟﻘﺎﺗﻠﺔ ﻛﻤﺮض ﻧﻘﺺ اﳌﻨﺎﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﻦ اﳌﻤﻜﻦ أن ﺗﻨﺘﻘﻞ إﻟﻴﻪ ﻋﱪ اﻟﺤﻘﻦ عير المعقمة و المستخدمة في الهيروين و كالتعرض ﻹﻟﺘﻬﺎب اﻟﻜﺒﺪ الفيروسي اﻟﺬي ﻳﺆدي إﱃ اﳌﻮت، ﻋﺪا ﻋﻦ تأثير اﻟﻬﺮوين ﻋﲆ اﻟﻘﻠﺐ اﻟﺬي ﺗﻠﺘﻬﺐ ﻋﻀﻠﺘﻪ وﺗﻮﺻﻞ إﱃ ﻓﺸﻠﻪ مما ﻳﻌﻨﻲ ﻣﻮت اﻟﺸﺨﺺ اﳌﺘﻌﺎﻃﻲ، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ إﻟﺘﻬﺎب اﻟﺮئتين واﻹﺻﺎﺑﺔ بمرض اﻟﺴﻞ، و بينت الكثير من الدراسات أن أغلب المتعاطين لمادة الهروين ﻳﻨﻬﻮن ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺑﺎﻹﻧﺘﺤﺎر.
د-المواد المهلوسة LSD
وﻫﻲ أدوﻳﺔ ﻳﺘﻌﺎﻃﺎﻫﺎ المدمن بحثا عن الشعور بالحيوية و تؤدي للهلوسةاﻟﺘﻲ ﺗﺪوم بين 5 ﺳﺎﻋﺎت و12 ﺳﺎﻋﺔ، وﺗﻜﻮن ﻋﻮاﻗﺐ ﺗﻌﺎﻃﻲ ﻫﺬه اﻟﺤﺒﻮب: ﺗﻌﺮق شديد و خفقان في القلب مع اﺿﻄﺮاﺑﺎت إدراﻛﻴﺔ وﺑﴫﻳﺔ و ﺗﻮﺳﻊ ﻟﺤﺪﻗﺔ العين وﻓﻘﺪان اﻟﺘﻨﺴﻴﻖ الحركي اﻟﺒﴫي وﻋﲆ اﻟﺼﻌﻴﺪ اﻟﺬﻫﻨﻲ ﺗﺘﺸﺘﺖ اﻷﻓﻜﺎر وﺗﺒﺪأ اﻟﻬﻠﻮﺳﺎت اﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻞ إﱃ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﻬﻴﺎج وﻓﻘﺪان اﻟﻌﻼﻗﺔ مع الواقع و تتراوح الحالة اﻹﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ بين اﻟﻔﺮح اﻟﺸﺪﻳﺪ واﻹﻛﺘﺌﺎب واﻟﻬﻠﻊ.