فوائد الصيام من أجل صحة نفسية و بدنية
*قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: صوموا تصحوا*
انطلاقا من حديث نبينا محمد صلى الله عليه و سلم عن الصوم نبدأ هذا المقال الموجز الذي سنتحدث فيه عن فوائد الصوم و تأثيراته على الصحة النفسية و البدنية للإنسان.
لقد توصل علماء التغذية أن للصيام فوائد نفسية و بدنية عديدة، فهؤلاء العلماء قد أكدوا أن الامتناع عن الأكل و الشرب لفترات محددة يمنح الوقت الكافي و الفرصة المناسبة للجهاز المناعي من أجل القيام بمهامه بصورة قوية، حيث يخفف الأعباء عن أجهزة الجسد لأن الطعام الزائد الذي نتناوله يرهق و يتعب الجسم، وبمجرد ممارسة الصوم فإن خلايا الجسد تشرع في إخراج السموم المتراكمة طيلة العام، و هذا ما يجعل الانسان يحس بطاقة و حيوية عاليتين كما يحس براحة نفسية كبيرة بسبب الصوم.
كما أن للصوم تأثيرات محفزة للفرد، فهو يساعد على ترك التدخين و التخلص من هذه العادة السيئة، لأنه يعمل في جسم الانسان مثل الجندي أو السلاح المخفي فيطرد المواد السامة كالنيكوتين و في الوقت نفسه يقوم بتنظيف الدم من هذه المواد السامة و بهذا تنخفض الرغبة في إشعال سيجارة بسرعة كبيرة.
بالإضافة إلى ذلك فإن الصيام يساعد خلايا الجسم و يحسن من عملها و يرفع من كفاءتها، و بالتالي تزداد مناعة الجسم ضد الفيروسات و البيكتيريا.
كما أن للصوم دورا كبيرا في تنظيف الأمعاء و المعدة من المواد الضارة حيث يساعد الجهاز الهضمي على القيام بعمله بصورة و كفاءة أحسن.
الصوم المتقطع
أثبتت دراسات حديثة أن للصوم المتقطع دورا هاما في علاج الأمراض المزمنة مثل السكري و أمراض القلب و الشرايين، حيث يزيد فعالية اثنين من مستقبلات هرمون "الأديبونيسيتين" الذي يساهم في تنظيم استهلاك الجسم لسكر الجلوكوز، كما يزيد في استجابة الأنسجة للأنسولين الذي ينظم عمليات البناء و الهدم للجلوكوز في الجسم.
كما وجد أن للصوم المتقطع دورا في خفض حدوث الأورام اللمفاوية، بحسب تجارب أجريت على الثدييات. و أظهرت دراسات أخرى أن الصوم المتقطع يوقف انقسام الخلايا السرطانية و يرفع معدل النجاة بين الأفراد الذين يعانون إصابات في نسيج الكبد التي يمكن أن تتحول إلى أورام في المستقبل،
كما أن اتباع صوم منتظم مع نظام غذائي متوازن و طبيعي مع التقليل من الملح و الوجبات السريعة يجعل عمل الخلايا أكثر انتظاما و يمنع تحولها إلى خلايا سرطانية، إذن فالصوم يمنع انتشار السرطان قبل حدوثه.
فوائد الصوم
إن فوائد الصوم ليست فقط محاربة الأمراض و تقوية جهاز المناعة، و إنما تصل فوائده إلى إبطاء زحف الشيخوخة على خلايا الدماغ، فالدراسات العلمية التي أجراها المركز القومي لبحوث الشيخوخة في الولايات المتحدة الأمريكية قد أظهرت دور الصوم في تأخير هرم الخلايا الدماغية كنا يبطئ نشوء مرض الزهايمر، حيث توصلت إلى تأثير الصوم في تأخير هرم الأنسجة الدماغية، فبما أن الصوم منظف مستمر للخلايا فإنه يؤدي إلى إطالة عمر هذه الخلايا و بالتالي تأخر الشيخوخة، إذن فالصيام وسيلة لتجديد خلايا الجسم بشكل آمن و سليم.
فالباحثون قد أكدوا أن مستوى الطاقة عند الشخص الصائم يرتفع لحدوده القصوى، لأن عمليات مضغ و هضم الأطعمة التي يقوم بها الجسم تستهلك أكثر من عشر طاقة الجسم، و بالتالي فالصائم يوفر هذه الطاقة المستهلكة بل و بستعملها الجسم في التخلص من الفضلات السموم، و هذا ما يشعر الصائم بالارتياح و الرشاقة.