ما هو الوسواس المرضي؟
تعريف
اﻟﻮﺳﺎوس اﳌﺮﺿﻴﺔ ﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ غير ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ و غير عادية يعيشها الفرد، هذه الحالة تكمن في انشغال ذﻫﻦ اﻟﻔﺮد ﺑﻮﻇﺎﺋﻒ ﺟﺴﻤﻪ و كل ما يحدث في جسمه وﺗﻔﺮغه لأي اضطراب أو خلل ﻋﻀﻮي يتعرض له. و يهتم به و يركز عليه ﻟﺪرﺟﺔ ﺗﻔﻮق اهتمامه و تركيزه على أي ﳾء آﺧﺮ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻪ.
هذه الحالة. تعتبر ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﻣﻌﻘّﺪّة ﻗﺪ نجدها في بعض اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﺼﺎﺑﻴﺔ ﻛﺎﻟﻘﻠﻖ. حيث نجد المريض دائما يجد اضطراب ﻳﺸﻜﻮ منه هذا الاضطراب يكون ﰲ وﻇﻴﻔﺔ أﺣﺪ أﻋﻀﺎء ﺟﺴﻤﻪ ﺣﻴﺚ ﺗﻜﻮن اﻷﻋﺮاض ﻧﻔﺴﻴﺔ فقط وغير ﻣﻮﺟﻮدة ﻓﻌﻠﻴﺎً على جسمه وﻗﺪ ﻻ ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﺷﻜﻮى ﺑﻞ ﺧﻮف ﻣﻦ أن ﻳﺼﺎب ﺑﺄي ﻣﺮض.
فأغلب سكان العالم يعيشون ظروفا صحية صعبة و مخيفة منذ عامين، تحديدا منذ أن انتشر فيروس كورونا في كل قارات العالم، فالشخص السوي اجتاز هذه المرحلة بسلام. بينما الشخص الذي له خوف من المرض أو استعداد للمرض نجده منشغلا بوظائف جسمه و جهازه التنفسي و الصداع و حلقه ليس وقاية لنفسه، و إنما خوفا من المرض و ربما خوفا من الموت.
أهم أسباب الوساوس المرضية
ﻗﺪ ﺗﻜﻮن اﻷزﻣﺎت اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ واﻟﴫاع اﻟﻨﻔﴘ و الظروف المحيطة بالشخص ﻣﻦ أﻫﻢ ﻣﺴﺒﺒﺎت ﻫﺬا اﻹﺿﻄﺮاب، ﻓﺎﻟﻘﻠﻖ اﳌﺰﻣﻦ مثلا قد يتحول إلى وساوس نحو العلل الجسدية بحيث تكون واجهة نفسية للتكيف اﻟﻼﺷﻌﻮري. ﻓﺎﻵﻻم اﻟﻌﻀﻠﻴﺔ واﻹﺿﻄﺮاﺑﺎت اﳌﻌﻮﻳﺔ ﻛﻠﻬﺎ أعﺮاض ﺗﻜﻴﻔﻴﺔ دﻓﺎﻋﻴﺔ ﺗﻨﻘﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﴫاع اﻟﻨﻔﴘ اﻟﺪاﺧﲇ إلى الجسم، بحيث هنا يرتكز تفكير اﳌﺮﻳﺾ ﻣﺜﻼً ﻋﲆ ﻋﻤﻞ ﺟﺰء ﰲ ﺟﺴﻤﻪ وﻳﺘﺎﺑﻌﻪ ﺑﺎﻟﺘﻔﺼﻴﻞ وﻳﻨﺸﻐﻞ ﺑﻪ وﻻ ﻳﻬﻤﻪ إذا ﺗﺠﺎوب اﻵﺧﺮون ﻣﻌﻪ.
من هم الأشخاص المعرضين للوساوس المرضية؟
من بين الأشخاص الذين يكونون معرضين أكثر من غيرهم للوساوس المرضية هم المراهقين و الطلاب، بحيث ﻧﺠﺪ ﻫﺬا الاضطراب يتزايد ﻋﻨﺪ اﳌﺮاهقين وﻃﻼب اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت وﺗﺤﺪﻳﺪاً الطلاب في ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻄﺐ و معاهد تدريس اﻟﺘﻤﺮﻳﺾ، ﻷن دراﺳﺔ اﳌﻮاﺿﻴﻊ اﻟﺼﺤﻴﺔ و التعمق في دراستها بالإضافة إلى ﻗﻠﻖ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺸﺒﺎب وﺗﻘﻠﺒﺎﺗﻬﺎ توجه تفكير بعض الطلاب إلى مراقبة أعضاء جسمهم فيركزون على خفقان قلبهم أو يقلقهم التعب السريع و أوجاع المفاصل واضطراب المعدة و الأرق ...إلخ.
كما نجد هذا الاضطراب عند بعض الأطباء. الذين لهم بنية نفسية هشة، وخاصة الذين يعملون في مصالح طبية كمصلحة مكافحة السرطان... إلخ، ﻓﻴﺘﺤﻮل هذا القلق إﱃ ﺧﻮف أو ﻓﺰع ﻣﻦ اﻹﺻﺎﺑﺔ بمرض معين ﻛﺎﻟﺨﻮف ﻣﻦ ﻣﺮض اﻟﴪﻃﺎن أو ﻣﻦ أﻣﺮاض اﻟﻘﻠﺐ، مما ﻳﺠﻌﻞ اﳌﺮﻳﺾ ﺑﺎﻟﻮﺳﺎوس اﳌﺮﺿﻴﺔ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﺐ ﻵﺧﺮ و من أخصائي إلى أخصائي آخر كل هذا بهدف اﻟﻌﻼج ﻣﻦ أﻣﺮاض غير ﻣﺼﺎب أﺻﻼ ﺑﻬﺎ، و إنما ﻫﻲ ﻧﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ ﺧﻮف وﻗﻠﻖ ﻣﻦ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﻬﺎ.
العلاج
كما هو معروف ﰲ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﺎﻻت اﻟﻮﺳﺎوس اﳌﺮﺿﻴﺔ ﻳﻜﻮن اﻟﻌﻼج ﻣﺮﻛﺰاً ﻋﲆ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻴﺔ وراء ﻫﺬه اﻟﻮﺳﺎوس وﻫﻮ اﻟﻘﻠﻖ، ﻟﻬﺬا ﻧﺒﺪأ أولا ﺑﻌﻼج اﻟﻘﻠﻖ وﻣﺴﺒﺒﺎﺗﻪ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ و كذلك بتأمين اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ و الحماية ﻟﻠﻤﺮﻳﺾ مع اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﴘ اﻟﺬي ﻳﺤﻤﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﺨﻮف واﻟﻘﻠﻖ واﻟﺘﻮﺗﺮ وﻳﻮﻓﺮ ﻟﻪ اﻷﻣﻦ والطمأنينة اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ.