الصحة النفسية للطفل و حاجاته الأساسية
أﻫﻤﻴﺔ اﻟﺼﺤﺔ النفسية ﻟﻠﻄﻔﻞ
يعتبر أﻃﻔﺎﻟﻨﺎ ﻧﺘﺎج واﻗﻊ وراثي وﺑﻴﺌﻲ واﺟﺘماعي وﺗﺮﺑﻮي، حيث ﻣﻦ المحتمل أن ﻳﺤﻤﻞ ﻫﺬا اﻟﻨﺘﺎج ﻣﻌﺎﻧﺎة و إحباطا وضغوطات اجتماعية. وﻣﻦ اﻟﺠﺎﺋﺰ ﺟﺪاً ﺗﻌﺮض هؤلاء الأطفال للإضطرابات النفسية التي قد تصل إلى ﻣﺴﺘﻮى اﻷﻣﺮاض اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ واﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ. ﻟﻬﺬا ﻓﻤﻦ المهم ﺟﺪاً اﻹﻧﺘﺒﺎه إلى ضرورة وﺟﻮد اﻷﻣﻦ النفسي في ﺣﻴﺎة أﻃﻔﺎﻟﻨﺎ، ﻛﻮﻧﻪ ﻣﻦ أﻫﻢ اﻟﺤﺎﺟﺎت اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ واﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻄﻠﺒﻬﺎ ﺗﺮﺑﻴﺔ اﻷﻃﻔﺎل واﻟﺘﻲ تلبي اﻟﺤﺎﺟﺎت اﻟﻔﻄﺮﻳﺔ ﻛﺎﻟﻐﺬاء واﻟﻨﻮم واﻟﻨﻈﺎﻓﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ إﻧﻬﺎ ﺗﺴﺎﻋﺪ اﻟﻄﻔﻞ على اﻟﺒﻘﺎء حيا.
ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻧﻠﻤﺲ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻟﻠﻄﻔﻞ حين ﻧﺪربه على التوافق و التكيف مع المجتمع، و نربيه على إنماء ﻗﺪرﺗﻪ ﻟﻠﺘﻐﻠّﺐ على اﻷزﻣﺎت مهما ﻛﺎن ﻧﻮﻋﻬﺎ. وذلك ﻟﻠﺘﻮﺻﻞ إلى ﺟﻴﻞ ﺳﻠﻴﻢ معافى ﻧﻔﺴﻴﺎ ﺑﻌﻴﺪٍ ﻋﻦ الخوف و التوتر و القلق، مما ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻗﺪرة اﻟﻄﻔﻞ على التكيف الاجتماعي و التمتع بالاتزان العاطفي و النضج الانفعالي مما ﻳﺒﻌﺪه ﻋﻦ اﻟﺘﻬﻮر والاندفاع ﻟﻬﺬا ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﺆﻣﻦ ﻷﻃﻔﺎﻟﻨﺎ ﺣﻴﺎة ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻮﺗﺮات و الصراعات، لكي ﻳﻌﻴﺶ ﻫﺆﻻء اﻷﻃﻔﺎل ﺑﺴﻌﺎدة و طمأنينة ﺗﺴﺎﻋﺪﻫﻢ إذا كبروا على ﺻﺤﺔ اﻹﺧﺘﻴﺎر واﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮارات اﻟﺼﺎﺋﺒﺔ واﻟﺴﻠﻴﻤﺔ وﺗﺠﻌﻠﻬﻢ أكثر ﻗﺪرة على اﻟﺜﺒﺎت حيال اﻷزﻣﺎت واﻟﺸﺪاﺋﺪ وﺗﺪﻓﻌﻬﻢ ﻟﻠﺘﻐﻠّﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ دون اﻟﻬﺮوب ﻣﻨﻬﺎ. وﻻ ننسى تأثير ﻛﻞ ﻫﺬه اﻟﺘﻔﺎﻋﻼت على ﻓﻬﻢ اﻟﻄﻔﻞ ﻟﺬاﺗﻪ وﻟﻶﺧﺮﻳﻦ مما ﻳﺠﻌﻠﻪ في المستقبل ﻗﺎدراً على اﻟﺘﺤﻜﻢ ﺑﺎﻧﻔﻌﺎﻻﺗﻪ و في ﻋﻮاﻃﻔﻪ ورﻏﺒﺎﺗﻪ. ﻷن اﻟﻔﺮد المتوافق ﻣﻊ ذاﺗﻪ ﻻ ﺗﺴﺘﻨﻔﺪ الصراعات اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻗﻮاه اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﺑﻞ على اﻟﻌﻜﺲ ﺗﺪﻓﻌﻪ إلى التكيف ﻣﻊ اﻟﻈﺮوف المحيطة ﺑﻪ اجتماعية ﻛﺎﻧﺖ أم ﻣﺎدﻳﺔ أم ﻋﺎﻃﻔﻴﺔ وﺣﺘﻰ روﺣﻴﺔ وﺗﻜﻮن ﻏﺎﻳﺘﻪ في اﻟﺤﻴﺎة ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ ﺣﺴﺐ الممكن و في اﻹﻃﺎر المعقول ﻟﻠﺤﻴﺎة.
الإضطرابات النفسية عند الأطفال
ﺗﻨﺸﺄ اﻹﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻋﻦ صراعات ﻧﻔﺴﻴﺔ حيث تكون تعبيرا ﻋﻦ ﺧﻠﻞ في ﺣﺎﻟﺔ التكيف أمام الصراعات واﻹﺣﺒﺎط. وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻘﻮل إنّ المتمتع ﺑﺎﻟﺼﺤﺔ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻫﻮ المتوافق ﻣﻊ ذاﺗﻪ وﻫﻮ ﻣﻦ لم ﺗﺴﺘﻨﻔﺪ الصراعات قواه الداخلية و طاقته النفسية. فإننا نشير إلى توافق و تكيف اﻟﻔﺮد ﻣﻊ ﻣﺤﻴﻄﻪ أي المقصود ﻫﻮ التكيف التام و الدائم ببن الشخص نفسه و مجتمعه. و بما أن اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻏﺎﻳﺘﻬﺎ اﻟﻮﺻﻮل إلى ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺣﺎﺟﺎت اﻟﻔﺮد، ﻟﻬﺬا ﻻ ﺑﺪ أن ﺗﻜﻮن وﻇﻴﻔﺘﻬﺎ تكيف هذا اﻟﻔﺮد ﻣﻊ ﻣﺴﺘﺠﺪات اﻟﺤﻴﺎة وﻣﻊ ﻛﻞ ﻃﺎرئ ﻋﻠﻴﻬﺎ. وإذا ﺣﺎوﻟﻨﺎ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﻗﻮﻟﻪ على ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻄﻔﻞ ﺑﻐﻴﺔ ﻣﻼﺣﻈﺔ اﻹﺿﻄﺮاب النفسي ﻟﺪﻳﻪ ﻧﺠﺪ أن اﻟﺪواﻓﻊ واﻟﺤﺎﺟﺎت ﻋﻨﺪ اﻟﻄﻔﻞ ﻟﻬﺎ ﺻﻠﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﺑﺮﻏﺒﺔ اﻹﺷﺒﺎع ﻟﺪﻳﻪ، و درﺟﺘﻬﺎ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻣﻦ ﻃﻔﻞ ﻵﺧﺮ وﻧﺴﺒﺘﻬﺎ تتراوح ﺣﺴﺐ ﻋﻤﺮه اﻟﺰﻣﻨﻲ.
وﻫﻨﺎ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﺬﻛﺮ، أنّ اﻟﻄﻔﻞ ﻳﺒﻘﻰ في ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻮﺗﺮ واﻟﻘﻠﻖ النفسي واﻹﺿﻄﺮاب اﻟﺴﻠﻮكي ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻢ إﺷﺒﺎع ﺣﺎﺟﺘﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ. ﻓﻠﻠﻄﻔﻞ ﻋﺪة إﺣﺘﻴﺎﺟﺎت ﻣﻨﻬﺎ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﺟﺴﺪﻳﺔ وﻓﻄﺮﻳﺔ ﻛﺎﻷﻛﻞ و الشرب واﻟﻨﻈﺎﻓﺔ و ﺗﻬﺪف إلى ﺑﻘﺎﺋﻪ ﺣﻴﺎً و تعتبر ﺣﺎﺟﺎت أﺳﺎﺳﻴﺔ، ﻧﻀﻴﻒ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺤﺎﺟﺎت اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ نجدها مجتمعة في هرم ماسلو للحاجات ﻛﺤﺎﺟﺔ اﻟﻄﻔﻞ ﻟﻠﺤﺐ واﻷﻣﺎن و تقدﻳﺮ الذات واﻟﻨﺠﺎح ... إلخ وﺗﻈﻬﺮ ﻫﺬه الحاجات أﺛﻨﺎء ﺗﻌﺎﻣﻠﻪ ﻣﻊ أسرته وﻣﺠﺘﻤﻌﻪ. يلي ﻫﺬه اﻟﺤﺎﺟﺎت دواﻓﻊ ﻣﻜﺘﺴﺒﺔ واﺣﺘﻴﺎﺟﺎت ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ ﻛﺤﺎﺟﺘﻪ ﻟﻠﻨﺸﺎط واﻟﻌﻤﻞ واﻹﺑﺪاع و المنافسة واﻟﺘﺴﻠﻴﺔ و الترفيه.
تلبية الحاجات هو اتزان نفسي وجب العمل عليها
إذا أردﻧﺎ ﺗﻔﺼﻴﻞ اﻟﺤﺎﺟﺎت وﻣﻌﺮﻓﺔ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻠﺒﻴﺘﻬﺎ ﻟﻠﺘﻮﺻﻞ إلى اﻹﺗﺰان النفسي، ﻧﺠﺪ أن اﻟﺤﺎﺟﺎت اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ أو اﻷوﻟﻴﺔ ﻫﻲ دواﻓﻊ غير ﻗﺎﺑﻠﺔ للتغيبر أو اﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺘﻢ ﺑﺸﻜﻞ آلي و بدون توجيه.
أما الحاجات اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ و المرتبطة ﺑﺎﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺎت ﻓﺈﻧﻪ يمكننا ﺗﻌﺪﻳﻠﻬﺎ وﻓﻘﺎً ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ بحيث يصبح سلوك الطفل مرتبطا بالقيم و التقاليد و العادات المتبعة.و تختلف الدوافع و الحاجات في قوتها ﻣﻦ ﻃﻔﻞ ﻵﺧﺮ وﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪد وﺗﻮﺟﻪ أﻫﺪاف وﺳﻠﻮك اﻟﻄﻔﻞ و تعتبر ﻣﺼﺪراً ﻟﻄﺎﻗﺘﻪ اﻟﻜﺎﻣﻨﺔ اﻟﺘﻲ تمهد اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻹﺷﺒﺎع ﻫﺬه اﻟﺤﺎﺟﺎت ﺑﺤﺴﺐ أوﻟﻮﻳﺎﺗﻬﺎ وﺑﺤﺴﺐ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻄﻔﻞ اﻟﺬﻫﻨﻲ، ﻓﺎﻟﺪواﻓﻊ ﻟﻬﺎ ﺻﻠﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﺑﺮﻏﺒﺔ اﻹﺷﺒﺎع ﻟﺪﻳﻪ، ﻣﻊ اﻟﻌﻠﻢ أن اﻟﺤﺎﺟﺎت اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ واﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﻰ اﻟﺪواﻓﻊ الاجتماعية ﻻ يمكنن ﺗﺤﺪﻳﺪﻫﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ﻓﻬﻲ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻣﻦ ﻃﻔﻞ ﻵﺧﺮ وﻧﺤﻦ غير ﻗﺎدرﻳﻦ على تغييرها أو ﺗﻌﺪﻳﻠﻬﺎ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺷﺄن ﺣﺎﺟﺎت اﻟﻄﻔﻞ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ.
و ﻳﻼﺣﻆ علماء اﻟﻨﻔﺲ أن ﻣﻜﻮﻧﺎت الاتزان النفسي عند الطفل هي شعوره بأنه محبوب و مقبول من اﻵﺧﺮ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إلى ﺷﻌﻮره بالانتماء إلى المجموعة ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ، وﻣﺎ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻪ ﻣﻦ أﻣﻦ و طمأنينة داﺧﻠﻴﺔ ﺗﺨﻔّﺾ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻘﻠﻖ ﻟﺪﻳﻪ. وﻻ ﺑﺪ ﻫﻨﺎ ﻣﻦ اﻹﺷﺎرة إلى أنّ ﻋﻤﻠﻴﺔ إﺷﺒﺎع رﻏﺒﺎت وﻣﻴﻮل اﻟﻄﻔﻞ ﺗﺪﻓﻊ ﺑﻌﻘﻠﻪ إلى اﻟﺘﻄﻮر و ﺗﻨﻤﻲ ذهنه و توصله إلى اﻟﻬﺪوء النفسي.
و كما يحتاج للغذاء و النظافة لنمو جسده فهو يحتاج أيضا للراحة و للنوم بعد المجهود العقلي الذي يقوم به أﺛﻨﺎء إتمام واﺟﺒﺎﺗﻪ المدرسية، مما ﻳﺴﺘﻠﺰم ﺟﻮاً ﻣﻦ الترفيه واﻟﺮاﺣﺔ ولكي يتحقق التوازن بين الجسد و النفس لا بد من إيجاد وسائل تسلية كالرياضة و المسرح و الرسم و الكتب المصورة مما يدفع بالطفل إلى الراحة الجسدية و الذهنية وهذا يطيل فترة الصبر لديه و يدفعه إلى زيادة قدرته على التحمل مما يؤدي إلى التكيف مع مختلف المواقف المختلفة في ﻣﺴﺎره و نموه وﺗﻄﻮره. أما حاجة الطفل إلى المحبة ﻓﻬﻲ ﺗﻈﻬﺮ ﻣﻨﺬ وﻻدﺗﻪ وﺗﺘﻄﻮر ﺧﻼل فترة اﻟﺮﺿﺎﻋﺔ لما ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻪ ﻣﻦ دفء وﻣﺪاﻋﺒﺔ، وﺗﻜﻮن العواطف واﻹﻧﻔﻌﺎﻻت ﻣﺮﻛﺰة في ﻫﺬه اﻷﺛﻨﺎء ﺣﻮل ﺷﺨﺺ واﺣﺪ وﻫﻲ اﻷم لما ﻟﻬﺎ ﻣﻦ دور ﻓﻌّﺎل في ﺗﻄﻮر اﻟﻄﻔﻞ ﻧﻔﺴﻴﺎ لهذا فالطفل المحروم من المحبة يتولد لديه شعور ﺳﻠﺒﻲ ﺗﺠﺎه المحيطين ﺑﻪ وذﻟﻚ ﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻣﺎ ينقصه ﻣﻦ ﻋﺎﻃﻔﺔ وﻣﺤﺒﺔ وﻗﺒﻮل ﻣﻦ اﻵﺧﺮ وﻣﻦ المحتمل أن ﻳﻨﺤﺮف في ﺳﻠﻮﻛﻪ ﻛﺄن ﻳﺪﻣﻦ السرقة أو اﻟﻬﺮوب ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺖ أو المدرسة ﻛﺤﺮﻛﺔ ﺗﻌﻮﻳﻀﻴﺔ عما ﻳﻨﻘﺼﻪ ﻣﻦ ﻋﺎﻃﻔﺔ وﻫﻨﺎك حاجة الطفل إلى الأمن. فهي تبدأ من مرحلة استكشافه للعالم من حوله فالفضول هو ما يميز ﻫﺬه المرحلة و ﻳﺪﻓﻌﻪ ﻻﻛﺘﺸﺎف المجهول كي يطمئن إﻟﻴﻪ، ﻟﺬﻟﻚ ﻫﻮ ﺑﺤﺎﺟﺔ للحماية وﻟﻺﺣﺴﺎس ﺑﺎﻷﻣﺎن. وأﻟﻔﺖالنظر هنا إلى أنه كلما ازدادت نسبة تعرضه ﻟﻼﺧﻄﺎر. و إذا اﻓﺘﻘﺪ اﻟﻄﻔﻞ اﻻﻣﺎن في ﻫﺬه المرحلة ﻓﺈﻧﻪ ﺳﻴﺼﺎب ﺑﺎﻟﺨﻮف واﻟﻘﻠﻖ وﺑﻌﺪم اﻻﺳﺘﻘﺮار النفسي مما ﻳﻮﻟﺪ ﻋﻨﺪه ﺷﻌﻮراً ﺑﺎﻟﻜﺮاﻫﻴﺔ واﻟﻌﺪواﻧﻴﺔ ﺗﺠﺎه ذاﺗﻪ وﺗﺠﺎه ﻣﻦ حوله.
وﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺤﺎﺟﺔ اﻟﻄﻔﻞ للنجاح و التقدير هذه الحاجة الضرورية جدا لأنها تجعله ﻳﻮاﺻﻞ ﺗﻘﺪﻣﻪ وﺗﻄﻮره و تزيد من تحسين سلوكه و من ثقته بنفسه بالإضافة إلى الحاجة للتقدير التي يطلبها من واﻟﺪﻳﻪ ﺑﺪاﻳﺔ، ﺛﻢ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﻟﻄﻠﺒﻬﺎ ﻣﻦ اﻷﻗﺎرب واﻷﺻﺪﻗﺎء مما ﻳﺪﻓﻊ ﺑﺎﻟﻄﻔﻞ إلى المزيد ﻣﻦ اﻟﻌﻄﺎء واﻹﻧﻀﺒﺎط و اﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﻟﻬﺬا ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺗﺸﺠﻴﻌﻪ على اﻟﺘﺤﺪي المنافسة كي ﻳﺰداد ﺷﻌﻮره ﺑﺄﻫﻤﻴﺘﻪ وﻋﻠﻴﻨﺎ احترامه وﺗﻘﺪﻳﺮه وﻧﺼﻞ إلى اﻟﺤﺎﺟﺔ اﻟﺘﻲ يعتبرها اﻟﻄﻔﻞ ضرورية ﺟﺪاً ﻟﺤﻴﺎﺗﻪ وﻫﻲ ﺣﺎﺟﺘﻪ اﻟﻔﻄﺮﻳﺔ ﻟﻠﺤﺮﻳﺔ وﻫﻲ ﺗﻈﻬﺮ ﺑﺸﻜﻞ واﺿﺢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺼﻞ اﻟﻄﻔﻞ إلى ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﻜﻼم ﻓﻬﻮ ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺑﺤﺮﻳﺔ التعبير ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ، وكما ﻳﻄﻠﺐ اﻟﺤﺮﻳﺔ ﺑﺎﻟﺤﺮﻛﺔ واﻟﺘﻲ تعتبر من سمات اﻟﺠﺴﻢ اﻟﺴﻠﻴﻢ ﻓﻬﻮ ﻳﻄﻠﺐ اﻟﺤﺮﻳﺔ ﺑﺎﻟﻜﻼم واﻟﺘﻲ تعتبر ﻣﻦ سمات اﻟﻌﻘﻞ اﻟﺴﻠﻴﻢ.