recent
أخبار ساخنة

الخجل أسبابه و علاجه عند الأطفال

nourssin abdallah
الصفحة الرئيسية

الخجل أسبابه و علاجه عند الأطفال 

  يعاني الكثير من الآباء و الأمهات مع أبنائهم و ينزعجون من طريقة تعامل أطفالهم مع المواقف المختلفة بتصرفهم بخجل اتجاه بعض المواقف،وينزعجون أكثر خاصة حين يسمعون من الناس أو الأقارب يقولون ابنك خجول ولا يتكلم و غيرها من الكلمات التي تجعل الوالدين في حيرة من أمرهما، في حين لا بد أن يعرفوا أن تصرف الطفل هذا حتمي بالنسبة له نتيجة المعاملة الخاطئة له منذ صغرهم ولكي تتوصل الأسرة لفهم الابن يجب معرفة أولا، ماهو الخجل؟ و ماهي الأسباب التي أدت للخجل؟ وماهي الإضطرابات الجسمية والنفسية المصاحبة للخجل؟ و في الأخير نأتي إلى علاج الخجل.

1- ماهو اﻟﺨﺠﻞ؟

 الخجل باختصار ﻫﻮ إﺳﺘﻌﺪاد وﺟﺪاني إﻧﻔﻌﺎﱄ ﻳﺘﻤﺜﻞ في اﻟﻌﻼﻗﺔ بين اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺨﺠﻮل واﻵﺧﺮ من جهة، وﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى اﻟﺨﺠﻞ ﻫﻮ إﻧﺰﻋﺎج وﺗﺤﻔﻆ اجتماعي ، ﻳﺤﺪّ ﻣﻦ ﻗﺪرة المرء على اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ واﻹﻧﺪﻣﺎج ﻣﻊ اﻵﺧﺮﻳﻦ وذﻟﻚ ﻟﻌﺪم ﻗﺪرﺗﻪ على ﻣﻮاﺟﻬﺘﻬﻢ مما ﻳﺴﺒﺐ ﻣﺤﺪودﻳﺔ الخبرة ﻋﻨﺪ اﻟﻔﺮد وﻳﺒﻌﺪه ﻋﻦ المجتمع و يدفعه للانطواء على ﻧﻔﺴﻪ. وﻳﻮﺻﻒ اﻟﺨﺠﻞ ﺑﺄﻧﻪ إﺿﻄﺮاب ﻻ تكيفي قد يكون دائما أو مؤقتا فهناك أشخاص ﻳﺨﺠﻠﻮن ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻬﻢ، ﻓﻬﻢ ﻳﺘﻤﺘﻌﻮن ﺑﻬﺪوء اﻟﻄﺒﺎع واﻟﺤﺬر واﻹﻧﻄﻮاء ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪ ﻣﻮاﺟﻬﺘﻬﻢ أي موقف ﺟﺪﻳﺪ وذﻟﻚ ﻟﻌﺪم ﺛﻘﺘﻬﻢ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ.



2- ماهي الأﺳﺒﺎب التي أدت للخجل؟

ﻳﺒﺪأ ﺧﺠﻞ اﻷﻃﻔﺎل ﻋﻨﺪ ﺑﻠﻮﻏﻬﻢ السنتين ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ لمجرد وﺟﻮدﻫﻢ بين أﺷﺨﺎص ﻏﺮﺑﺎء، وﻟﻜﻦ ﻫﺬه المشاعر ﻗﺪ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻇﺮوف أسرية وﺑﻴﺌﻴﺔ ﻣﺜﻼً ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻌﻴﺶ اﻟﺸﺨﺺ في ﻃﻔﻮﻟﺘﻪ ﻋﺪم تكيف اجتماعي وﻋﺎﻃﻔﻲ ﺑﺼﺪد اﻹﺗﺼﺎل ﻣﻊ اﻵﺧﺮﻳﻦ، ﻓﻬﻮ ﻳﺤﻤﻞ في سمات ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ اﻟﻼﺣﻘﺔ ﺻﻔﺎت اﻟﺨﺠﻞ ﻛﺎﻷﻃﻔﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻤﺘﻌﻮن ﺑﺪﻻل ورﻋﺎﻳﺔ زاﺋﺪة ﻣﻦ واﻟﺪﻳﻬﻢ.

وﻫﻨﺎك أطفال غير قادرين على تقرير ما يريدون لهذا هم يعتمدون رأي الأهل في كل اﻷﻣﻮر اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻬﻢ. وﻻ ننسى دور اﻟﺘﻘﺎرب اﻟﻔﻜﺮي بين اﻷﻫﻞ واﻷﺑﻨﺎء في ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻟﺨﺠﻞ حين ﻳﺮﻓﺾ الأهل تبادل الآراء بحرية ﻣﻊ أﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﻣﻊ ﻋﺪم ﺗﻔﻬﻤﻬﻢ ﻟﻨﻤﻂ تفكير اﻷوﻻد، أي ممارسة اﻟﺘﺴﻠﻂ اﻟﻔﻜﺮي ﻋﻠﻴﻬﻢ. وﻳﺰداد اﻟﺨﺠﻞ على أﺛﺮ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻄﻔﻞ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻗﺎﺳﻴﺔ أي ﺣﺮﻣﺎﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻃﻔﺔ واﻧﺘﻘﺎده ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﻜﺮر أﻣﺎم اﻵﺧﺮﻳﻦ وﻣﻨﻌﻪ ﻣﻦ إﺑﺪاء رأﻳﻪ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إلى إﺳﺘﻬﺰاﺋﻬﻢ بمشاعر اﻟﻄﻔﻞ اﻟﺨﺠﻮل وﻋﺪم دﻓﻌﻪ إلى المبادرات اﻟﻔﺮدﻳﺔ.

وﻫﻨﺎك أطفال يعانون أساسا من الخجل بسبب وجود عاهات أو تشوهات خلقية لديهم ﻛﻀﻌﻒ اﻟﺴﻤﻊ أو البصر أو اﻟﺘﺄﺗﺄة في اﻟﻜﻼم أو اﻟﺴﻤﻨﺔ اﻟﺰاﺋﺪة أو اﻟﺸﻠﻞ الجزئي...أﻟﺦ

وﻗﺪ ﻳﻜﻮن اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﺨﺠﻞ ﻋﻨﺪ اﻟﻄﻔﻞ ﻧﺎﺗﺠﺎً ﻋﻦ وﺟﻮد ﻋﻮز ﻣﺎدي، ﻛﻮن ﻣﻼﺑﺴﻪ رﺛﺔ ﻣﻦ ﻓﻘﺮ واﻟﺪﻳﻪ أو ﻟﻀﻌﻒ ﺟﺴﻤﻪ ﻣﻦ ﺳﻮء اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ أو ﻗﻠﺔ مصروفه اﻟﻴﻮﻣﻲ في المدرسة . وﻗﺪ ﻳﻈﻬﺮ اﻟﺨﺠﻞ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺷﻌﻮر اﻟﻄﻔﻞ أﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺟﻤﻴﻼً، وﻻ وسيما ﻟﻌﺪم ﺗﻨﺎﺳﻖ ﺗﻘﺎﻃﻴﻊ وﺟﻬﻪ وﺳﻮء ﻣﻨﻈﺮه أو ﻟﻀﻌﻒ ﻗﺪرﺗﻪ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ وﺗﺤﺼﻴﻠﻪ المدرسي مما ﻳﺨﻠﻖ ﻟﺪﻳﻪ ﺿﻌﻔﺎً في اﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ.

وﻻ بد ﻣﻦ ذﻛﺮ دور اﻷﺟﻮاء اﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ غير المستقرة و شعور الطفل بعدم الأمان الاجتماعي نتيجة الأسلوب التربوي اﻟﺨﺎﻃﺊ المعتمد ﻣﻌﻪ، مما ﻳﺪﻓﻌﻪ إلى اﻟﺨﺠﻞ ﻣﻦ ذﻛﺮ ﻫﺬه اﻷﻣﻮر أﻣﺎم أﺻﺪﻗﺎﺋﻪ. وإذا ﺑﺪأت ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻟﺨﺠﻞ في المراهقة ﺗﻜﻮن ﻣﺮﺣﻠﻴﺔ وﻣﺆﻗﺘﺔ وﻳﺤﺘﺎج المراهق وﻗﺘﺎً كي ﻳﻌﺘﺎد على التغييرات اﻟﺤﺎﺻﻠﺔ معه.


3- اﻹﺿﻄﺮاﺑﺎت الجسمية المرافقة للخجل

إن اﻟﺨﺠﻞ ﻛﻈﺎﻫﺮة ﻧﻔﺴﻴﺔ تترافق ﻣﻊ إﺿﻄﺮاﺑﺎت ﺟﺴﺪﻳﺔ ﺗﻜﻮن مؤشرا على ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺨﺠﻞ اﻟﺤﺎﺻﻠﺔ. ﻣﻦ ﻫﺬه اﻹﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻟﺠﺴﺪﻳﺔ: ﺗﻌﺮق في الأطراف يترافق مع ﺟﻔﺎف في اﻟﻠﻌﺎب وذﻟﻚ ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻹﺿﻄﺮاب في إﻓﺮاز اﻟﻐﺪد، ﻓﻀﻼً ﻋﻦ اﺣﻤﺮار اﻟﻮﺟﻪ نتيجة التوسع في الشرايين يتبعه إصفرار في الوجه نتيجة انقباض في الأوعية الدموية.

وﻣﻦ مؤشرات اﻟﺨﺠﻞ اﻟﺠﺴﺪﻳﺔ ﻧﺠﺪ ﺗﻮﺗﺮا في الأوتار الصوتية مما يؤثر في نبرة الحديث وﺗﻘﻄّﻌﻪ مما يصل أﺣﻴﺎﻧﺎً إلى ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺘﺄﺗﺎة المترافقة ﻣﻊ إﺿﻄﺮاب في اﻟﺘﻨﻔﺲ وﻳﺸﻌﺮ اﻟﺨﺠﻮل ﺑﺘﻘﻠﺼﺎت واﻧﻘﺒﺎﺿﺎت في اﻟﻘﻠﺐ ﻣﻊ اﻹﺣﺴﺎس ﺑﺄن ﻗﻠﺒﻪ ﺳﻮف ﻳﺘﻮﻗﻒ

وﻗﺪ ﻳﻌﺎني اﻟﺨﺠﻮل ﻣﻦ إﺿﻄﺮاب ﺷﺪﻳﺪ في اﻟﺤﺮﻛﺎت وﻓﻘﺪان اﻟﺘﻮازن وﺻﻮﻻً إلى التعثر و التردد و كسر اﻷﺷﻴﺎء ﺑﺴﺒﺐ إرﺗﺠﺎف اﻷﺻﺎﺑﻊ وﻧﺴﻴﺎن ﺑﻌﺾ اﻷﻣﻮر، وﻛﻞ ﻫﺬه اﻟﻌﻮارض ﻗﺪ ﺗﺤﺪث أﺛﻨﺎء ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺨﺠﻞ.

أﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﺮور أزﻣﺔ اﻟﺨﺠﻞ ﻗﺪ ﻳﺸﻌﺮ اﻟﻔﺮد ﺑﺘﻌﺐ ﺟﺴﺪي ﺷﺪﻳﺪ ﻣﻊ ﺗﻌﺮق ووهن عام يترافق مع حزن ﻗﻮي وﺷﻌﻮر ﺑﺎﻟﺴﻠﺒﻴﺔ يصل به إلى اﻹﻧﻄﻮاء واﻹﻧﺰواء ﻋﻦ المحيط.

4- اﳌﻈﺎﻫﺮ النفسية ﻟﻠﺨﺠﻮل

اﻟﺨﺠﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻔﺴﻴﺔ تمنع اﻟﻔﺮد ﻣﻦ اﻹﻧﺪﻣﺎج الاجتماعي ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻠّﻢ ﻣﻦ ﺗﺠﺎرب اﻟﺤﻴﺎة ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﻄﻔﻞ ﺧﺠﻮﻻً ﻓﻬﻮ يمتنع ﻋﻦ الاشتراك في اﻟﻠﻌﺐ ﻣﻊ زﻣﻼﺋﻪ وﻳﺤﺮم ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت وﻗﺪ ﻳﺘّﺴﻢ ﺳﻠﻮﻛﻪ ﺑﺎﻟﺠﻤﻮد واﻟﺨﻤﻮل في المدرسة. وﻳﻮﺻﻒ اﻟﻔﺮد اﻟﺨﺠﻮل بمحدودية الخبرة مما ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻋﺎﻟﺔ على أسرته وﻣﺠﺘﻤﻌﻪ وﻫﺬا ﻳﻌﻴﻘﻪ ﻋﻦ اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ الاجتماعي وﻳﺤﺮﻣﻪ ﻣﻦ اﻟﻨﻤﻮ النفسي والاجتماعي اﻟﺴﻠﻴﻢ كما يعيقه عن التعبير ﻋﻦ ذاﺗﻪ.

ﻳﺼﺎب اﻟﻄﻔﻞ اﻟﺨﺠﻮل ﺑﺎﻟﻌﺠﺰ النفسي ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺧﻮﻓﻪ ﻣﻦ اﻹﺧﻔﺎق واﻟﺸﻚ واﻟﻨﻔﻮر ﻣﻦ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻣﻊ ﻋﺪم ﺛﻘﺘﻪ المترافقة ﻣﻊ ﻋﻘﺪة اﻟﺪوﻧﻴﺔ، وﻻ ﻧﻨﻜﺮ اﻟﺪور اﻟﺴﻠﺒﻲ اﻟﺬي تتركه اﻟﺴﺨﺮﻳﺔ في ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺨﺠﻮل اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﻘﻠﻞ ﻣﻦ أﻫﻤﻴﺘﻪ وﺗﺠﻌﻠﻪ ﺗﺎﻓﻬﺎً وﻛﺄﻧﻨﺎ ﺑﺬﻟﻚ ﻧﺠﻌﻠﻪ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎً ﻹﻇﻬﺎر أﺧﻄﺎﺋﻪ. 

وأﻣﺎم ﻫﺬا ﻛﻠﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﺪى الخجول ﺳﻮى ردود ﻓﻌﻞ وﺣﻴﺪة ﻳﻮاﺟﻬﻨﺎ ﺑﻬﺎ وﻫﻲ: اﻟﻐﻀﺐ، اﻹﻫﺎﻧﺔ، اﻟﻌﺪواﻧﻴﺔ ﻣﻊ اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﻨﻘﺺ واﻟﻘﻠﻖ، وإذا ﺣﺎول ﻛﺒﺖ ﻫﺬه المشاعر ﻓﻬﻮ ﻳﻨﺴﺤﺐ بسرعة ﻟﻴﺨﻔﻲ ﺿﻌﻔﻪ في المواجهة . وﻳﺮاﻓﻖ اﻹﻧﺰواء اﻟﻬﻮاﺟﺲ وأﺣﻼم اﻟﻴﻘﻈﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻟﺤﺴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺰاﺋﺪة اﻟﺘﻲ يعاني ﻣﻨﻬﺎ وﻣﻦ أﺑﺮز المظاهر اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻟﺪى اﻟﺨﺠﻮل ﻫﻲ اﻟﻀﻌﻒ وﻋﺪم اﻹرادة ﺗﺠﺎه ﻇﺮف ﻃﺎرئ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ اﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻌﻪ. و تبرز في ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺨﺠﻞ، اﻹﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ المرتبطة ﺑﻪ ﻟﺘﻈﻬﺮ ﺑﺄﺷﻜﺎل إﻧﻄﻮاء على  اﻟﻨﻔﺲ أو ﺧﺮوج ﻋﻨﻴﻒ ﻋﻦ اﻟﺬات ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إلى اﻟﺘﺸﺎؤم واﻟﺤﺬر وﻋﺪم المبالاة ، وﻗﺪ يتمارض كي ﻳﻠﻔﺖ اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ وﻳﺠﻠﺐ العطف على ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ. وﻻ ننسى دور اﻟﻔﺸﻞ في ﺣﻴﺎة اﻟﺨﺠﻮل وﺗﻜﺮاره مما ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺧﺠﻠﻪ وﻳﺘﻌﺎرض مع طموحه و أمام الظروف الفورية و التغييرات الفجائية للخجول انعكاسات لحماية ﻧﻔﺴﻪ، ﺗﺘﺸﻜﻞ ﺑﻜﻼم ﻓﻆ وﺧﺸﻮﻧﺔ وﻟﻬﺠﺔ ﺟﺎﻓﺔ، ﻓﻬﻮ ﻳﻈﻬﺮ ﻋﺪواﻧﻴﺘﻪ ﻷﺗﻔﻪ اﻷﺳﺒﺎب، وﻗﺪ ﻳﻔﺮز اﻟﺨﺠﻞ ﻇﻮاﻫﺮ ﺟﺰﺋﻴﺔ أو ﻛﻠﻴﺔ ﻛﺎﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ، وﺗﻌﺬﻳﺐ اﻟﻨﻔﺲ، اﻟﻀﻌﻒ، اﻟﻘﻠﻖ، اﻟﻜﺒﺖ، النرجسية وﻧﻼﺣﻆ ﻟﺪى اﻟﺨﺠﻮل أﺣﻴﺎﻧﺎً أﻧﺎﻧﻴﺔ في اﻟﺴﻠﻮك ﻛﻮﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﻓﺮض إرادﺗﻪ ﻋﲆ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ، و تبرز ﺣﺴﺎﺳﻴﺘﻪ اﻟﺰاﺋﺪة وﻗﻠﻘﻪ وﻋﺼﺒﻴﺘﻪ في المزاج ﺗﺠﺎه المواقف المفاجئة ﻣﻊ ﻋﺪم اﺳﺘﻘﺮاره اﻟﺤﺮكي وﺳﻬﻮﻟﺔ إﺛﺎرﺗﻪ وﻗﺪ ﻳﻨﺰوي وﻳﺒﺘﻌﺪ ويميل إلى  اﻹﻧﻄﻮاء.

5- ﻋﻼج اﻟﺨﺠﻞ

ًﻫﻨﺎك ﻋﺪة ﺧﻄﻮات يمكن اﺗﺨﺎذﻫﺎ لمساعدة اﻟﺨﺠﻮلين في اﻟﺘﻐﻠّﺐ على ﻫﺬا اﻟﺸﻌﻮر نذكر منها:

*ﺣﺎﺟﺔ اﻟﻄﻔﻞ ﻹﻋﺎدة ﺛﻘﺘﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ ودﻓﻌﻪ إلى اﻟﺤﻮار وﺗﻔﻬّﻢ ﻣﺸﺎﻋﺮه ﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﻓﻜﺮﺗﻪ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ و على ﻗﺒﻮل اﻟﻨﻘﺎﺋﺺ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﻳﻌﺎني ﻣﻨﻬﺎ و على أﺳﺎس أن ﻟﻜﻞ إﻧﺴﺎن ﻧﻘﺎط ﺿﻌﻒ.

*ﺣﺎﺟﺔ اﻟﻄﻔﻞ ﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ وﺗﻜﻮﻳﻦ ﻗﺪراﺗﻪ ﻟﻸﺧﺬ واﻟﻌﻄﺎء، كي ﻳﺸﻌﺮ اﻟﻄﻔﻞ اﻟﺨﺠﻮل ﺑﺎﻟﺤﺐ واﻷﻣﺎن، ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻟﺘﻘﺮبﻣﻨﻪ وﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺟﻴﺪة مما ﻳﺴﺎﻋﺪﻧﺎ على تفهمه واﻹﻃﻼع على اﻷﺳﺒﺎب اﻟﻜﺎﻣﻨﺔ وراء ﺧﺠﻠﻪ. وﻋﻠﻴﻨﺎ احترام ﺣﻘﻪ في إﺑﺪاء رأﻳﻪ واﻹﺻﻐﺎء إﻟﻴﻪ وﺗﻘﺪﻳﺮ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ.

*دراﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻮﻟﺪ لمعرفة ﻣﺼﺎدر ﺧﺠﻠﻪ وذﻟﻚ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻨﻮاﺣﻲ: اﻟﺼﺤﻴﺔ، الاجتماعية، ﻇﺮوﻓﻪ اﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ و ﻋﻼﻗﺘﻪ الأسرية.

*ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻛﺸﻒ ﻣﻮاﻫﺐ اﻟﻄﻔﻞ أو اﻟﻨﻮاﺣﻲ اﻟﺘﻲ تمكنه ﻣﻦ اﻹﻓﺘﺨﺎر ﺑﻬﺎ والاعتماد ﻋﻠﻴﻬﺎ في ﺑﻨﺎء ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ واﺳﺘﻌﺎدة ﺛﻘﺘﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ.

*ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺗﻬﻴﺌﺔ اﻟﺠﻮ اﻟﻮدي والطمأنينة ﺑﻴﻨﻪ وببن اﻷﺷﺨﺎص اﻟﻜﺒﺎر على أن ﻳﻜﻮن ﻓﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﺮﻗﺔ واﻟﻌﺎﻃﻔﺔ واﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻷﻣﺎن مما ﻳﺴﺎﻋﺪ اﻟﻄﻔﻞ اﻟﺨﺠﻮل على اﻹﻓﺼﺎح عما يساوره ﻣﻦ ﺷﻜﻮك وﻣﺨﺎوف أو ﻗﻠﻖ.

* لا يجب أن يدفع اﻟﻄﻔﻞ إلى أعمال ﻣﺠﻬﺪة ﺗﻔﻮق ﻗﺪرﺗﻪ اﻟﺠﺴﻤﻴﺔ أواﻟﻌﻘﻠﻴﺔ أو اﻟﻠﻔﻈﻴﺔ، ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ الشيء اﻟﺬي ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻪ ﺑﻞ ودﻓﻌﻪ إﻟﻴﻪ، ﻫﺬا ﻳﻜﺴﺒﻪ ﺷﻌﻮراً ﺑﺎﻷﻫﻤﻴﺔ واﻟﺘﻘﺪﻳﺮ في ﻧﻔﻮس اﻵﺧﺮﻳﻦ و في نفسه مما ينمي شعوره الاجتماعي ﺑﺪﻻً ﻣﻦ اﻟﺨﺠﻞ واﻹﻧﺰواء.

 * إن التربية اﻹﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ وﻋﺪم ﺗﺪﻟﻴﻞ اﻟﻄﻔﻞ خير وﺳﻴﻠﺔ ﻟﻠﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﺠﻞ وﻋﻠﻴﻨﺎ إﺷﻌﺎره أﻧﻪ ﻣﺤﺒﻮب كي ﻧﺸﻌﺮه ﺑﺎﻟﺮاﺣﺔ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ.

*وﻻ ﺷﻚ أن احترام ﻣﺨﺎوف اﻟﻄﻔﻞ ﻋﻨﺪ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻇﺮوف ﺟﺪﻳﺪة ﻳﺴﺎﻋﺪه على ﺗﺨﻄﻲ الموقف ﻟﺬا ﻋﻠﻴﻨﺎ أﻻّ ﻧﺴﺨﺮ ﻣﻦ ﺳﻠﻮﻛﻪ ﺑﻞ نعتبره ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﺗﺘﻄﻠﺐ المساعدة واﻟﺘﻔﻬّﻢ و الصبر. 

*ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻋﺪم ﺗﻀﺨﻴﻢ اﻷﻣﻮر وﻋﺪم اﻹﻧﻔﻌﺎل أﻣﺎم ﺧﺠﻠﻪ ﻷن ﻫﺬا ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻧﻄﻮاﺋﻴﺘﻪ وﻋﺰﻟﺘﻪ وﺗﺤﺪﻳﺪاً إذا ﺗﻢ ﺗﻮﺑﻴﺨﻪ وﻋﻘﺎﺑﻪ أﻣﺎم اﻵﺧﺮﻳﻦ.

* ﻟﺘﻜﻦ ﺣﻠﻮﻟﻨﺎ مساعدته لمواجهة ﻛﻞ ﺟﺪﻳﺪ بمناقشة ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﺤﺪث ﻣﻌﻪ ﺑﻬﺪوء وﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﺴﺒﺐ ﻟﻪ اﻟﻘﻠﻖ، وﻧﻌﺮض ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻠﻄﻒ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﻮاﺛﻘﺔ ﻟﻠﺴﻠﻮك المنفتح وﻧﻌﻠﻤﻪ بأننا سنسانده عند الحاجة و نعوده على كيفية التصرف في المواقف اﻟﺠﺪﻳﺪة.

* ﺗﺠﻨﺐ دﻋﻮة اﻟﻄﻔﻞ اﻟﺨﺠﻮل ﺑﺘﺴﻤﻴﺎت ﺳﻠﺒﻴﺔ ﻷﻧﻬﺎ تمثل ﺻﻔﺎت ﻗﺒﻴﺤﺔ مما ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻌﻘﺪة اﻟﻨﻘﺺ واﻟﻮﺣﺪة.

* ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺗﺪرﻳﺐ اﻟﻄﻔﻞ اﻟﺨﺠﻮل على المهارات الاجتماعية وذﻟﻚ عبر ﺗﺄدﻳﺔ أدوار وﺗﻔﺎﻋﻼت اجتماعية ﻛﺎﻟﻄﻠﺐ في المطعم ، أو الشراء ﻣﻦ المتاجر ، ﺑاستعمال ﻋﺒﺎرات ﺳﻬﻠﺔ لمواصلة اﻟﺤﺪﻳﺚ.

* وﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﺪرﻳﺒﻪ على اﻷﺧﺬ واﻟﻌﻄﺎء ﻣﻊ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺻﺪاﻗﺎت وﺗﺸﺠﻴﻌﻪ على اﻹﺧﺘﻼط الاجتماعي.

* وأخيرا إن إﻓﻬﺎم اﻟﻄﻔﻞ أﻧﻪ ذكي وﺟﺪﻳﺮ بالاحترام واﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻳﺴﺎﻋﺪﻧﺎ على دﻓﻌﻪ إلى اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻹجتماعي وذﻟﻚ عبر إﻃﺮاﺋﻪ ﻣﻦ دون ﻣﺒﺎﻟﻐﺔ ﻣﻊ إﺑﺪاء الاهتمام ﺑﺈﻧﺠﺎزاﺗﻪ. 

* وﻟﻌﻞ ﺗﻨﻤﻴﺔ مواهبه في اللعب و القراءة أو الكتابة و الرسم يشجعه على اﻟﻈﻬﻮر واﻹﻓﺘﺨﺎر ﺑﺬاﺗﻪ وﻳﺪﻓﻌﻪ إلى التعبير ﻋﻦ ﻣﻜﻨﻮﻧﺎت ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ أﺟﻞ إكتمال ﻣﻔﻬﻮم اﻷﻧﺎ ﻋﻨﺪه. أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﺨﺠﻞ في فترة المراهقة ﻓﻘﻂ، ﻓﻬﻮ ﺣﺎﻟﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ وآﻧﻴﺔ و تعتبر ﺻﻴﻐﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺗﺠﺎه اﻟﺠﻨﺲ اﻵﺧﺮ ﻧﺘﻴﺠﺔ التغييرات اﻟﻔﻴﺰﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﺤﺎﺻﻠﺔ في ﻣﺮﺣﻠﺔ المراهقة . وفي ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻻ يعتبر اﻟﺨﺠﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺨﻴﻔﺔ، ﻷﻧﻪ ﺳﻴﺰول ﺑﺰوال ﻣﺨﺎوف المراهق ﺗﺠﺎه التغييرات اﻟﺠﺪﻳﺪة اﻟﻄﺎرﺋﺔ ﻋﻠﻴﻪ، و. بمجرد التكيف معها تلغى حالة الخجل تلقائيا.

أﻣﺎ إذا اﺳﺘﻤﺮت ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺨﺠﻞ ﻣﻊ المراهق أو اﻟﺮاﺷﺪ ﻫﻨﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ اﻷﻣﺮ ﻟﺤﻞ المشكلة اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ المسببة ﻟﻠﺨﺠﻞ و يعتبر المراهق في ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﺷﺨﺼﺎً ﻣﺮﺗﺒﻄﺎً إرﺗﺒﺎﻃﺎً وﺟﺪاﻧﻴﺎً أو إﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺎً بالماضي ، ﻓﻬﻮ يكبر ﺑﺎﻟﺠﺴﺪ وﻟﻜﻨﻪ يتصرف ﺑﻮﺟﺪاﻧﻴﺔ الماضي. وأﻣﺎم ﻫﺬا المفهوم ﻋﻠﻴﻨﺎ إعتماد اﻟﺨﻄﻮات اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ لمساعدته على ﺗﺨﻄﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺨﺠﻞ وﻣﻨﻬﺎ:

* اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ اﻟﻌﻘﺪ واﻹﻫﺎﻧﺎت اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ اﻟﺜﺎﺑﺘﺔ في الماضي االمسببة لخجله.

* اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ اﻷﺣﺪاث اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ و المخاوف المقلقة المرتبطة ﺑﺤﺎﻟﺔ اﻟﺨﺠﻞ ﻟﺪﻳﻪ.

* اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ اﻟﺤﺮﻣﺎن اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ أو اﻹجتماعي المسبب ﻟﻮﺿﻌﻪ الحالي.

* وﺑﻌﺪ ﻓﻚ اﻟﺤﺼﺎر ﻋﻦ ذات اﻟﺨﺠﻮل واﺳﺘﺌﺼﺎل اﻟﻔﻜﺮة المسببة ﻟﻠﺨﺠﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ إﻋﺎدة ﺑﻨﺎء وﺗﺜﻘﻴﻒ ﻫﺬه اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻹﻋﺎدة تكييفها ﺑﺼﻮرة ﻣﺘﻨﺎﻏﻤﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻋﺎدات ﺟﺪﻳﺪة ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﺗﺮﻛﻴﺒﺘﻪ اﻟﺠﺴﺪﻳﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ، وﻻ ﻧنسى دور وأﻫﻤﻴﺔ اﻹﺗﺠﺎﻫﺎت اﻟﺠﺪﻳﺪة في ﺣﻴﺎة اﻟﻔﺮد ﻧﺤﻮ أﻫﺪاف ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻟﺪﻓﻌﻪ إلى التكيف اﻟﺴﻠﻴﻢ ﻧﻔﺴﻴﺎً وإجتماعيا.




 الخجل أسبابه و علاجه عند الأطفال
nourssin abdallah

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent