السمنة و علاقتها بالصحة النفسية
أولا تعريف السمنة:
تعرّف السمنة أو زيادة الوزن بأنها تراكم غير طبيعي أو مفرط لدهون الجسم سواء في جميع أجزائه أو في مواضع محددة منه قد يلحق الضرر بالصحة و هذا التراكم ناتج عن عدم توازن بين الطاقة المتناولة من الطعام و الطاقة التي يستهلكها الجسم.
و منسب كتلة الجسم هو أفيد مقياس لزيادة الوزن نظرا لاستخدامه لكلا الجنسين و لجميع فئات الأعمار فهو مؤشر قياس الوزنإلى الطول يشيع استخدامه لتصنيف زيادة الوزن و السمنة لدى البالغين و هو يعرف بأنه وزن الشخص بالكيلوغرام مقسوم على مربع طوله بالمتر (كغ/متر مربع ) ، و تبع منظمة الصحة العالمية فإن منسب كتلة الجسم الذي يساوي 25 أو أكثر يعني زيادة الوزن أما منسب كتلة الجسم الذي يساوس 30أو أكثر فإنه يعني السمنة.
ثانيا علاقة السمنة بالصحة النفسية:
لقد ثبت أن الحالة النفسية لها علاقة كبيرة بزيادة الوزن حيث يعتبر القلق و التوتر و الحرمان العاطفي و الضغوط و الاكتئاب من أهم العوامل النفسية التي تؤدي إلى السمنة. فالإنسان الحزين أو المقهور نفسيا أو المضطرب عصبيا يكون محبطا و من الممكن أن يأكل أكثر من اللازم لمجرد الإحساس بالمتعة في الأكل أو إخراج ما به من ضيق عن طريق الأكل.
و من جهة أخرى فإن المريض النفسي يفضل المكوث في المنزل فترات طويلة بسبب حالته النفسية السيئة التي تجعله يمتنع عن الخروج و مقابلة الآخرين و ممارسة النشاطات الاجتماعية المختلفة.
و قد وجدت بعض الدراسات وجود صلة وثيقة بين السمنة و مرض الاكتئاب، إلا أنه من الصعب تحديد أي منهما ناتج عن الآخر، حيث أن السمنة تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة 55 % و الاكتئاب بدوره يزيد خطر الإصابة بالسمنة بنسبة 58 % فالأشخاص المصابون بالسمنة المفرطة يعانون الاكتئاب لشعورهم بأن لديهم معاناة صحية و لا يتقبلون شكلهم الخارجي نتيجة رؤية المجتمع السلبية لهم، فتهتز ثقتهم بأنفسهم مما يؤدي إلى الشعور بالإحباط و الاكتئاب، بينما مرضى الاكتئاب يعانون السمنة بسبب التغيرات الفيسيولوجية في الهرمونات كما أنهم يعانون صعوبة الاهتمام بأنفسهم و إيجاد الحوافز لتغيير وضعهم مثل صعوبة التقيد بنظام رياضي دوري و الإكثار من الطعام غير الصحي و الإفراط في الوجبات بشكل عام، و لكن هذا لا يعني أن البدناء هم مرضى نفسيون بالضرورة، و لا يعني أيضا أن العلاقة بينهما هي علاقة سببية بالضرورة، فعلى سبيل المثال هناك بعض الأمراض الهرمونية مثل قصور في الغدة الدرقية يكون من بين أعراضها زيادة الوزن و ظهور بعض الاختلالات النفسية دون أن يكون أحدهما سببا في طهور الآخر إنما يكون ناتجا عن المرض الأساسي.
و تعتبر الضغوط النفسية الشديدة عاملا قويا في غعاقة الحركة الجسمية و النشاط الاجتماعي عموما، فالاضطرابات النفسية المتعلقة بالسمنة المفرطة لا تتوقف عند الاكتئاب بل تتضمن الضغوط النفسية المزمنة و القلق و التي تؤدي إلى إفرازات هرمونية تزيد التراكمات الدهنية في منطقة البطن و يظهر ذلك حتى عند النساء النحيلات، حيث أثبتت الدراسات أن التوتر الدائم أو الحاد يؤدي لاختلال في كيمياء المخ و الخلايا العصبية و بالتالي خلل في الشهية و المزاج. كما تؤكد العديد من الأبحاث أن نقص هرمونات الغدة الدرقية تؤدي إلى خفض معدل التمثيل الغذائي و اعتلال المزاج و بالتالي إلى افصابة بالسمنة.
و من المعروف أن الشخص البدين قد يأكل لإشباع احتياج عاطفي مثل الملل و الإحساس بالوحدة.
ثالثا أهم أسباب زيادة الوزن و السمنة:
1- إن السبب الأساسي لزيادة الوزن و السمنة هو النمط الغذائي غير الصحي حيث إن الغذاء ذا السعرات الحرارية العالية يؤدي إلى تراكم الدهون في جسم الإنسان، و المواد الدهنية لها كفاءة عالية أكثر من الكربوهيدراتية و البروتينية في التراكم في أنسجة الجسم.
2- عدم ممارسة الرياضة حيث اشارت الدراسات غلى أن الر ياضة لها دور مهم في تخفيف نسبة الدهون و جلوكوز الالدم كما لها دورا فعالا في نشاط الأنسولين.
3- تلعب الحالة النفسية دورا هماما في ظهور السمنة حيث لوحظ بعض حالات الاكتئاب أو القلق النفسي أو تقلب المزاج قد تكون مصحوبة بزيادة الشهية للأكل نتيجة لتأثير هذه الاضطرابات على مراكز الأكل في المخ.
4- دور الغدد الصماء في ظهور السمنة منهم حيث إن كثيرا من البدناء يعتقدون أن السبب في ظهور السمنة هو الغدد الصماء فربما يكون السبب هو اختلال في إفراز هرمون الأنسولين، أو اختلال في هرمونات الغدة الدرقية.
5- العوامل الوراثية لها دور معروف في حدوث السمنة، فالاستعداد الوراثي يورث من الآباء إلى الأبناء خاصة إذا كان أحد الأبوين أو كلاهما بدينًا ، فلقد أثبتت بعض الدراسات أن الطفل أذا كان أحد أبويه يعاني السمنة فإن احتمالية إصابته بالسمنة تصل غلى 33 % أما إذا كان الأب و الأم مصابين بالسمنة فإن النسبة ترتفع لتكون 73% أما في حالة تمتع الأب و الأم بوزن طبيعي فإن احتمالية إصابة الطفل بالسمنة لا تتعدى 9%.
6- زيادة ترسيب الدهون و الشحوم نتيجة زيادة تكوين الخلايا الدهنية.
7- انخفاض معدا التمثيل الغذائي في الجسم.
8- قلة النشاط البدني و كثرة النوم و الكسل.
9- تناول عقاقير مثل حبوب منع الحمل و الكورتيزون تؤدي إلى السمنة نظرا لما تحتويه حبوب منع الحمل من هرمونات كالاستروجين و البروجيستيرول فإن هذه الهرمونات تسبب و تؤدي إلى اختزان الماء داخل الجسم و بالتالي زيادة الوزن، كما أن العلاج بالكورتيزون لفترة طويلة يؤدي إلى تراكم الدهون في منطقة الوجه و خلف الرقبة و الصدر و البطن.