تأثير الغذاء في القدرة على الانتباه و التركيز
الموضوع:
تؤثر نوعية الغذاء المقدمة للأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة في تحديد مستويات الذكاء و القدرة على الانتباه و التركيز لديهم و حتى في تحديد سلوكياتهم تجاه المجتمع المحيط بهم، حيث أثبتت دراسات التغذية أن تناول الأغذية التي تحتوي على الفيتامينات و الأملاح المعدنية تلعب دورا هاما و رئيسا في تنمية مستوى ذكاء الطفل و أن الطفل الذي ورث الذكاء عن والديه قد يهبط معدل الذكاء لديه إذا لم يحصل على تغذية سليمة.
و كشف باحثون أمريكيون مؤخرا أن سوء التغذية خلال السنوات الأولى من العمر يؤدي إلى انحذار معدلات الذكاء لدى الأطفال و توليد نزعة عدوانية في سلوكهم الاجتماعي تستمر معهم خلال فترة الطفولة و إلى أواخر مرحلة المراهقة.
و قد أثبت أن نقص عناصر مهمة مثل الزنك و الحديد أو مركبات فيتامين B أو نقص البروتينات يؤثر سلبا على نمو الدماغ مما يؤدي إلى نقص معدل الذكاء، و ينتج عن ذلك سلوك عدواني أجتماعي و لاحظ الباحثون أنه كلما ارتفعت درجة سوء التغذية زادت زادت حدة النزعة العدوانية في السلوك الاجتماعي.
و يؤكد العلماء أن هناك نوعا من الفيتامينات يحتل أهمية قصوى في مسألة رفع نسبة الذكاء لدى الطفل و هو فيتامين كولين الذي يدخل في بناء نواقل عصبية مهمة لتنشيط الذاكرة يطلق عليها أستيل كولين، حيث يساعد هذا الفيتامين على تكوين زوائد عصبية لتحسين الذاكرة و زيادة معدل الذكاء، و يوجد هذا النوع من الفيتامينات في صفار البيض و القمح و اللحوم و الكبد و الأسماك و الأجبان و الفول السوداني.
كما أن فيتامينات B تزيد نسبة الذكاء أيضا لأنها تعمل على إنتاج الطاقة اللازمة لعمل مخ الطفل إضافة إلى أنها تعمل على إنتاج النواقل العصبية و تنشيط الدورة الدموية للمخ و تقاوم مرض الأنيميا الذي يؤدي ‘لى قلة التركيز.
و من الفيتامينات التي تساعد أيضا على تنمية الانتباه و الخلايا العصبية التي تقوي الذاكرة يوجد فيتامين C الذي نجده في الفواكه الحمضية كالبرتقال و الليمون و الجريب فروت و الفواكه الحمراء مثل الكرز و الطماطم و و الفراولة إضافة إلى الخضروات الورقية مثل الملفوف و الخس و السبانخ و الكوسة و الفلفل.
و كذلك فإن الأملاح المعدنية لها الدور المهم في عمل المخ، حيث يقوم الفوسفور بتقوية الذاكرة و زيادة التركيز و هو يتوفر في الأسماك و اللحوم و البيض و الدواجن و منتجات الحليب و التمر و الو الخضروات الطازجة إلى جانب اليود الذي يؤثر في النمو العقلي للأطفال و يتواجد حاليا في ملح الطعام المدعم و الأسماك.
و هناك بعض الأغذية التي على تنشيط الذاكرة، و عدم تغذية الجسم بها يؤدي إلى ضعف عام بالذاكرة، من حيث هذه الأغذية ااسماك السلمون و البيض و بعض العصائر مثل عصير العنب و عصير الجزر.
و لايخفى على الجميع أن للمكسرات دورا حيويا و أساسيا في تنشيط الذهن و الذاكرة، فهي أحد العوامل الفعالة و المؤثرة في تعزيز التحصيل الدراسي و تقوي الذاكرة، و قد أثبتت الدراسات ارتباط تناول المكسرات بتعزيز القدرة العقلية و انخفاض مستوى الكولسترول، و تحسين صحة القلب، و تعتبر المكسرات و خاصة الكاجو و الفستق و عين الجمل (الجوز) من أفضل أنواع الطعام التي تساعد بشكل كبير في تقوية الذاكرة و تحسين وظائف المخ، حيث تحتوي المكسرات على مستويات عالية من الدهون الصحية، لذلك بإمكانها أن تزيد القوة العقلية و تعزز قوة الذاكرة، بالإضافة إلى قدرتها على عكس عوامل الشيخوخة، و من ناحية أخرى فقد وجد أن المكسرات تحتوي على مستويات عالية من فيتامين E، الذي يلعب دورا هاما في منع التدهور المعرفي، و يعد الجوز و البندق من أفضل الأطعمة التي تعزز صحة الدماغ، كما يمكن للمكسرات أن تعزز من الحالة الميزاجية و أن تحد من تدهور الحالة العقلية و تحسن صحة القلب.
فعلى سبيل المثال عين الجمل يشبه المخ في شكله و هو مفيد لصحة الدماغ و عمله بالإضافة إلى تقوية الذاكرة نظرا لأنه غني بأحماض اوميغا 3 التي تسهم في زيادة القدرة على الاستيعاب و الفهم و تسهيل انتقال الإشارات العصبية بين الموصلات العصبية المختلفة الموجودة في الدماغ.
بينما الفستق غني بالزيوت الدهنية و منها زيوت دهنية غير مشبعة، و هي أساسية في تغذية الدماغ الذي يعتبر تركيبه الأساسي من الدهن، و ينشط الدورة الدموية في الدماغ فيمنع أمراض الجلطات، كما أنه يحتوي على ثلاثة أضعاف كميات فيتامين B6 الموجودة في أي مكسرات أخرى و كذلك الفوسوفور الداخل في تركيب الفستق و ينشط الدماغ و وظائفه من حفظ و تركيز و فهم و اداء العمليات الحسابية و يمنع النسيان.
من كتاب الغذاء و الصحة النفسية و البدنية
