العوامل المؤثرة على قوة التركيز و الإدراك العقلي
هناك عوامل كثيرة و متعددة تؤثر على عمليات الدماغ و فعالياته مثل التشتت و عدم التركيز كما تؤثر الحالة النفسية للفرد على سير تلك الفعاليات، و من هذه المؤثرات الشعور بالقلق و التوتر و عدم الثقة بالنفس و ضغوط العمل و ارتباكه و فقدان التنظيم و الترتيب للأعمال التي يمارسها.
و فيما يلي عرض لأهم العوامل التي تؤثر على مجالات التذكر و النسيان و التشتت:
1- الاستعداد و النمو العقلي:
يلعب النمو العقلي و الاستعدادات و القدرات المختلفة لدى الفرد دورا مهما في عملية التذكر و النسيان، حيث تعتبر الذاكرة فعالية عقلية تنمو و تتطور حسب مراحل النمو التي يمر بها الفرد و يعتمد هذا التطور على طبيعة التنشئة الاجتماعية التي يتعرض لها الفرد في مختلف مراحل النمو من حيث الإيجابية و السلبية، و كلما كانت التنشئة الاجتماعية سليمة أدى ذلك إلى النضج العقلي له و مساعدته على إدراك العلاقات للمواقف التي يتعرض لها، و كلما مر الفرد بتجارب إيجابية ساعدته على التمكن من طرائق الحفظ و التذكر و هذا بدوره يساعد على تقليل حدوث النسيان و عدم التركيز لديه.
2- الفهم:
تشير الأبحاث المختلفة إلى أن نسبة النسيان تكون كبيرة للمواد التي تكون بعيدة عن رغبات الفرد و حاجاته، كما أن الأمور التي لا يدركها يصيبها النسيان أسرع من غيرها، و من هذا المنطلق يجب تفعيل الرغبات و الاستفادة منها و خلق رغبات أخرى و تنميتها و كلما كانت الرغبات كثيرة و ممكنة التحقيق أصبحت الذاكرة قوية و نشطة.
3- التنظيم:
يحتاج المرء إلى تنظيم أفكاره و أعماله و وضع خطة عمل يومية أو أسبوعية أو شهرية بحيث يسير عليها بشكل منظم، و كلما كانت أعماله منظمة سلم من الارتباك و القلق، كما أن التنظيم و ربط المواقف و عناصرها ببعضها البعض يساعد على الحفظ و قلة النسيان و العكس بالعكس.
4- النشاط الإدراكي:
يلعب وضوح و نشاط الإدراك دورا هاما في التركيز و الحفظ و تثبيت المعلومات و يعتمد هذا على كيفية استعمال الحواس المختلفة في عملية الإدراك خاصة حاسة البصر و السمع التي تساعد على التركيز و تمييز الأشياء المتشابهة كما تحمي و تساعد على التخلص من صعوبة التركيز على الأشياء المتشابهة.
5- الانتباه:
يلعب الانتباه دورا مهما في توضيح الإدراك و تركيزه و تعميقه أما التشتت و قلة الانتباه فهما العدوان اللذوذان لهذا الإدراك و التركيز على المواقف و الأمور التي يتعرض لها الفرد، لذا يجب استعمال طرق التدريب على الانتباه بشكل مستمر و التركيز على الأشياء المحيطة لكي تساعد مناطق المخ على العمل و النشاط مما يؤدي إلى قوة الانتباه.
6- العوامل الانفعالية:
تلعب العوامل الانفعالية دورا هاما في الانتباه و التركيز و عملية الحفظ و النسيان و تعتبر دوافع الفرد هي المحرك القوي لهذه الجوانب، فالتوتر و الغضب و الضغوط و القلق و عدم الراحة و التعب و الملل و غيرها من الأمور الانفعالية التي يشعر بها الفرد كثيرا مما تؤدي إلى تدمير أو ضعف الانتباه و التركيز لدى الفرد، و تؤدي سلبية الانفعالات إلى إعاقة الإدراك و إحداث خلل في تثبيت المعلومات في مناطق المخ المختلفة، لذا يجب التخلص قدر الإمكان من القلق و التوتر و الغضب و ذلك بممارسة تمارين الاسترخاء و تمارين التنفس.
7- الذكاء:
يلعب الذكاء دورا مهما في إدراك المعلومات و المواقف التي يتعرض لها الفرد، و من هذا المنطلق ينبغي وضع خطة مدروسة لشحذ الإدراك و الانتباه و خلق الدوافع لذلك حيث يعتبر النجاح في العمل مؤشرا على الذكاء.
8- التخطيط العقلي:
يعتمد نشاط المرء العقلي على وضع برنامج و رسم خارطة معينة للموضوع المراد حفظه و ذلك لتسهيل عملية الحفظ و خزن المعلومات في الذاكرة، إضافة إلى استعمال وسيلة التركيز على المعلومات و تكرار استرجاعها مع أخذ استراحة معينة بين كل مرحلة و أخرى من مراحل الحفظ وذلك لإتاحة الفرصة للمادة أن تخزن في خلايا المخ أي في منطقة الذاكرة.
9- الفهم:
يساعد الفهم و وضوح الموضوع على الاستيعاب و التمييز بين المواد و المواقف، حيث يجب مساعدة الذاكرة بفهم الموضوع بتأن بعيدا عن الاستعجال الذي يؤدي إلى تشابك المعلومات و اختلاطها مما يؤدي بالتالي إلى صعوبة التركيز على الأشياء المتشابهة.
10- النوم: يعتبر النوم عاملا مهما لإعادة توازن السيريتونين في الجسم لما لهذا الهرمون من مفعول كبير في راحة الفرد.