أخطاء تسبب تأخر الكلام لدى الأطفال
مقدمة:
إن أكثر موضوع يؤرق الآباء مع أبنائهم هو موضوع كلام و نطق الأطفال لأنهم يعتقدون أن تأخر كلام الطفل يعني أنهم أولياء فاشلين و غير مهتمين بصحة الطفل. لكن في الحقيقة تأخر نطق الطفل يعود لأسباب عضوية و وظيفية قمنا بذكرها في مقال سابق، و كذلك نتيجة وقوع الآباء في أخطاء تجعل من الطفل عرضة للتأخر في الكلام و اكتساب اللغة و فيما يلي الأخطاء التي يجب تفاديها خاصة في المراحل الأولى من عمره حين يكون على استعداد للكلام :
الأخطاء التي يجب تجنبها:
- ترك الطفل أمام التلفاز لساعات طويلة و خاصة مشاهدة القنوات التي تتخذ طابع الأغاني والموسيقي الصاخبة لأنها تجعل الطفل متلق سلبي لا يهتم إلا بالموسيقي والحركات ولا تجعله يبادر للكلام و المخاطبة.
- إعادة الكلمات الخاطئة التي ينطق بها الطفل وعدم إصلاحها له تجعل من الطفل يسمع الكلمات الخاطئة مرارا و تكراراً و يبقى يعيدها خطأ معتقدا أنها صحيحة لأن الكبار يتكلمون مثله و بلغته هو لا بلغتهم .
- عدم الاهتمام بدرجة سمع الطفل حيث هناك أعراض تنبهنا لوجود مشكلة في السمع كالإقتراب من الشخص المتكلم أو النظر لحركة شفاهه حتى يدرك الكلام أو عدم استجابته عند مناداتنا له من غرفة ثانية تجعل الطفل يفقد كتير من الأصوات ولا يدرك الكلام بشكل تام و لهذا عند ملاحظتنا للطفل أن لديه مشكلة في السمع يجب عرضه على أخصائي.
- عدم التكلم و محاورة الطفل منذ الأشهر الأولى ظناً أنه لايفهم كلامنا تجعل الطفل قليل الرصيد اللغوي و المفردات ولا يخزن حصيلة لغوية كافية ليبدأ بها الكلام بعمر السنة.
- عدم تركه يلعب مع الأطفال خارج محيط المنزل -خوفاً عليه- خاصة عند عدم وجود أخوة أو أطفال أقارب تجعل الطفل منطوي ولا يحب الكلام لأن ألطفل في المراحل الأولى يتعلم من أقرانه أيضا.
- تعليم أكثر من لغة للطفل بشكل عشوائي و غير منتظم في عمر صغير جداً تجعل الطفل متشتت بين اللغات وغير قادر على بناء منظومة لغوية كافية و قواعد سليمة لكل لغة على حدى.
- الإكثار من دلال الطفل والاستجابة المباشرة لطلباته بمجرد الإشارة لها دون التكلم باسمها أو التكلم بما يريد تجعله يعتمد على الآخرين حتى في كلامه فمثلا عندما يريد شرب الماء فهو لا يقول أريد الماء بل يشير إلى الكوب أو القارورة و هذا يجعله لا يضطر للتفكير أو حفظ مسميات حتى حاجاته الأساسية.
- عدم تسمية الأشياء التي يشاهدها يومياً(معلقة. سروال .كرسي الخ ...) تجعل الحصيلة اللغوية للطفل فقيرة جداً و محدوده بل يجب مثلا على الأم إدخال الطفل إلى المطبخ أثناء قيامها بالطبخ و تسمية الأشياء و الأدوات التي تستخدمها للطفل و هو يرددها بعدها و هكذا في كل مكان تكون به الأم فهي أبعدته عن التلفاز و علمته تسمية الأشياء و كذلك تكون قد قامت بأشغالها المنزلية .
و في الأخير إذا تجنبنا هذه التصرفات و الأخطاء مع الطفل نكون قد خطونا خطوة كبيرة في اكتساب الطفل رصيد لغوي و جنبناه تأخر الكلام و بالتالي سهلنا له اكتساب مهارات أخرى كالتواصل مع الآخرين و اكتساب النظافة خاصة في مرحلة نزع الحفاظة، و كان تلميذا متميزا في دراسته لأنه اكتسب لغة سليمة و رصيد لغوي كافي يجعله قادرا على التعلم و اكتساب مختلف المهارات التي من شأنها تمكينه من عيش طفولة سليمة خالية من التعقيدات .