اللغة و كيفية صدور الأصوات
1- تعريف :
اللغة هي تلك الخاصية التي يستطيع الفرد أن يتواصل مع غيره من الأفراد، كما يستطيع أن يعبر عما يدور في عقله و أفكاره و عما يجيش بصدره من انفعالات و تتميز اللغة الغنسانية بالعديد من الخصائص، فهي لغة و رموز تستخدم للتعبير عن تجارب الإنسان و خبراته، كما تستخدم أيضا للتعبير عن الأشياء المعنوية المجردة و هي الوسيلة التي تتواصل بها الأجيال ، و عن طريقها تنتقل العديد من الخبرات و المعارف و المنجزات الحضارية بمختلف صورها و هناك العديد من الوظائف للغة لخصها "هاليدي" فيما يلي :
أ- وظيفة نفعية : حيث يمكن من خلالها إشباع و تحقيق رغبات الفرد.
ب- وظيفة تنظيمية : إذ بها يستطيع الفرد أن يتحكم في سلوك الآخرين في شكل أوامر و نواهي.
ج- و ظيفة تفاعلية : إذ يتفاعل الأفراد مع بعضهم البعض من خلال اللغة كوسيلة للتفاعل الاجتماعي.
د- وظيفة شخصية : حيث يستخدمها الفرد في التعبير عن أفكاره و مشاعره و اتجاهاته و تسجيل أفكاره.
ه- وظيفة إعلامي : من خلال اللغة يقوم الفرد بنقل ما يريد من معارف إلى الآخرين.
و- وظيفة رمزية : فاللغة تعد مجموعة من الرموز التي يمكن بها التعبير عن الموجودات.
ز- وظيفة تخيلية : حيث يهرب بها الفرد من واقعه منتجا ابداعاته الشعرية التي تعكس انفعالاته و تجاربه من خلال هذا الخيال و الإبداع تحقق اللغة نوعا من التكيف.
2- الجهاز الكلامي :
يتكون الجهاز الكلامي من اللسان و الشفاه ، و سقف الحلق الذي ينقسم إلى ثلاث (3) أقسام ، الأول و يقع مباشرة خلف الأسنان العليا ، و الثاني في الجزء الصلب الذي يقع عند منتصف اللسان ، و الثالث الجزء الرخو الذي يقابل الجزء الخلفي من اللسان و تتلدد منه اللهاة . بالإضافة إلى ذلك توجد ثلاث (3) تجاويف تكسب الصوت صفة الرنين و هذه التجاويف هي التجويف الزروي نسبة إلى الزور ، و التجويف الفمي و التجويف النفي و يتصل تجويف الزور بالحنجرة أو حجرة الصوت التي يوجد بها الوتران الصوتيان اللذان يحدثان الصوت نتيجة اهتزازهما بالهواء المار بهما.
3- كيفية صدور الأصوات :
يعتبر الهواء الذي يخرجه الفرد من رئتيه هو المادة الخام التي تتحول بمرورها بين الوترين الصوتيين عند تقاربهما إلى صوت يخرج بسرعة على شكل موجات صوتية تتعدل و تتشكل في التجاويف الثلاثة التي ذكرناها ، و يساهم في عملية تعديل الصوت و التشكيل الصوتي حركات اللسان و الشفاه و سقف الحلق ، و يمر هواء الزفير خلال الحنجرة ثم التجويف الزوري، ثم يتجه إلى الفم فتنتج الأصوات الفمية ثم يتجه إلى الأنف فتنتج الأصوات التي تسمى الأصوات الانفية - الميم - النون- و تتنوع الأصوات بشكل عام تبعا للتغيير الذي يحدث في تيار هواء الزفير أثناء خروجه نتيجة التغير الذي يحدث في الممرات و التجاويف التي يمر فيها، كما تتغير الأصوات وفق الأوضاع التي تأخذها أعضاء النطق.
4- عملية إدراك الكلام :
تعتبر اللغة مجموعة من الأصوات التي يخرجها الجهاز الكلامي الخاص بالنطق، حيث تتحول الإشارات السمعية و البصرية الخاصة بالكلام إلى تكوينات لفظية ذات تراكيب خاصة تعطي المعنى المتفق عليه فتكتسب دلالتها و تكتسب وظيفتها كأداة للتخاطب و التفاهم بين الأفراد و يشير الشكل 25 إلى المراكز الحسية المختلفة الموجودة في المخ و التي تتعامل مع اللغة المكتوبة أو المنطوقة و هذه المراكز هي المركز الحسي البصري الموجود في الفص الخلفي و المركز الحسي السمعي الموجود في الفص الصدغي، و هذه المراكز يتلخص دورها في استقبال المثيرات الكلامية المقروءة و المكتوبة ثم تتحول الإشرات العصبية إلى المراكز الترابطية الموجودة بجوارها لتتم عملية إدراك الكلام.